جثث هنا فقر وفساد هناك و في صفحة أخرى غلاء الأسعار.. ولا يوجد حل سوى الفقر و الذل أو الموت

أنا ديانا أعمل كصحفية، يومي كاملاً أمضيه بين التفاصيل و الأحداث التي ذكرتها في الأعلى،سؤال واحد يواجهني دائماً؛ كيف تحافظين على ايجابيتك و شغفك و حبك للحياة مقابل كل تلك الأحداث التي تدور حولك!؟

..

حسناً مع أن جواب سؤالك ورد في السؤال، إلا أنني سأجيب،

الأحداث التي تتشكل يومياً جميعها تدور حولي، حولي وليس داخلي

حول جسدي وليست في جسدي

حول عقلي وليست في عقلي

حول منزلي ولكنها ليست في منزلي

...

لا، لا لم أقصد أن أصف نفسي بالأنانية

بل قصدت أن أنبهك عزيزي أن كل تلك الآثار المؤلمة حولي نفسياً،، هي بالطبع تجعلني اتأثر ولكنها لا تؤثر عليّ

و هذا ما أريدك أن تتعلم فعله

الكثير من الأحداث المظلمة تتناوب علينا

و في لحظات معينة تشعر أن الأحداث المرهقة تتنافس بينها على من يستطيع كسرك أكثر

و من هنا نبدأ بالإنطفاء أكثر و نميل للعزلة أكثر وأكثر

ولكن لماذا نبقى في هالة الظلمة!؟

الكثير من الأمور المؤلمة واجهتني طوال حياتي

لضيق الوقت سأخبرك بعضاً منها

فقدت والدتي، لا والد لي، مات أخي، لم أصل يوماً لما أريد ولم أمسك بيدي شيئاً واحداً لأي أمر سعيت لأجله

و أيضاً انفصلت و حملت لقب المطلقة بعد شهر من زواجي

أحداث مؤلمة و كثيرة و متراكمة، لكنني ما زلت أسعى

كنت من فرط ألامي أقول لنفسي موتي قادم لا محالة

أو سأعيش بقلب ضعيف نتيجة ارهاقي الدائم له

الا ان فتحت قلبي لله،استشعرت بصلاتي، استشعرت بالآيات التي أقرؤها، لم أترك اسماً من اسماء الله الحسنى الا واستشعرت به واتخذته شعارً ليومي

أأخبرك علاجاً روتينياً تتبعه!؟

و كان هذا علاجاً لي في أشد ظلمات أيامي

لنتخيل جسدك بيتا مهجوراً زرعه جاف ميت

اغمض عينيك و ردد (إن الله إذا كلّف أعان)

افتح شبابيك قلبك جدد هواء روحك

اختر اسم من اسماء الله الحسنى واجعله شعارك لمدة معينة أكتبه أمامك في أي مكان تتردد عيناك عليه

ردد معي (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)

هل ازهرت روحك؟ هل استبدلت زرع جسدك الجاف بالورود؟

أزهر روحك لنفسك، حطّم نوافذ حياتك المظلمة واستبدلها بأخرى مضيئة

و تذكر نور قلبك و سعيك عبادة فلتجعلها خالصة لله مهما كانت الظلمة من حولك