لم أدرِ أين أخذ و جهي الذي أمتلأ دموعاً أقسمت ألا أنزلها ،لم أعد أقوى على تحمل ضغط وضع رأسي تحت مقصلة عقيمة حلمت بألا اواجهها ،تلك الليالي الساهرة مع خواطري و كتبي أخترقت ذكرياتي محاولةً تذكيري بسماء القدس التي أمتلأ بعيونٍ حالمة........

أختُرق رأسي مرة آخرى بصوت موج البحر و هو يهدر بقوة لم أستطع إيقافه ،فالبحر هو كل ما أحلم الشواطئ اللامعة الأمواج العاتية و جتى الميناء القديم هو كل ما يأتي عند ذِكر حريتي .........

مدافع الحديد التي تآكلت تطل في رأسي من فوق سورٍ عُرِفَ بتحديه لنابليون ، أحجار سور تتسلقه عيناي الحالمتان بملمسها الترابي الخشن أما عن المنظر او الطلة فلا أتخيل قلبي لها مُحتمِل فتلك القوارب التي تتمايل على عتبة البحر في ميناءٍ تخترقة رائحة سمكٍ لا أطيقه، ما أجملكي يا عكا ! و ما أجمل سورك الصامد الذي لا زالت خيالاتي محبة لحشرِهِ في كل خاطرة حب و صمود .........

أما عن جمال باحات الأقصى و الزيتون ،لا أملُ من وصفها ولكن المستمعون لها مالون من ذكر تفاصيل لا يستطيعون ملامستها وعيش روحها وأنا من المستمعين الذين يحلمون أيضاً ولكني لا أملُ لا أملُ من تلك الخيالات .