كنت صغيرا لا اعرف ما هو الموت ، ولا اعرف كيف يختطف منا أرواحنا، كانت الحياة بهجة وسعادة وأمان كنت اعرف ان من يصنع هذة السعادة هو ابى ، و فجأة كعادتة ودون سابقة انزار أتى الموت واختلف منى الأمان والحنان والحب ، مات ابى ، وتركنى اصارع هذة الدنيا بدون سلاح ، فقد كنت غضا غريرا كغصن وليد تحركة بل تتلاعب به الرياح حيث تشاء، كنت أصغر ابناءة لكن لم يترك لى سند أو جدار احتمى به ، الأخ ليس كالأب كلا منهم سار فى طريقة غير عابئ بذلك الصغير وتلك الام المسكينة التى غدرت بها الدنيا وقلبت نهارها كليل مظلم ، كم مؤلم ان تشعر أنك تقف فى منتصف غرفة ولا يمكنك ان تجد خلف ظهرك حائط يحميك ، كنت أظن أن الأب هو من يجلب المال ،لكن كنت مخطئ ، لأن الأب هو الأمان هو ذلك الحائط القوى الذى يحميك ويعلمك كيف تسير الحياة ،ممن أتعلم ان اواجه الحياة ، مات ابى وترك لى جفاء الأخوة وقسوة الحياة ، اصارع فيها كغريق يود النجاة ، ليته كان علمنى ان الصدق مات والإخلاص مات ، ليته قال لى كن صلبا قويا فالحياة لا تعرف الضعفاء
مات أبى
الفقد هو أقسى تجربة نمر بها على هذه الحياة، خاصة فقد أشخاص مُقربين منا ولهم مكانة لا تُعوض كالأباء والأمهات والأخوات، ولكن عندما قرأت مشاركتك وتجربتك في فقد الأب، تذكرتُ أن هناك الكثير من الأباء الذين تركوا أبنائهم مع الأمهات يُعافرون بمفردهم في هذه الحياة، دون أن يُعطوهم أي إهتمام أو يتحملوا تجاههم أي مسئولية!
هؤلاء الأباء يُصبحون أموات بالنسبة لأبنائهم حتى لو كانوا على قيد الحياة يتنفسون ولكنهم لا يؤدون ناحيتهم دور الأبوة الذي يجعلهم يشعرون بوجودهم من الأساس!
في رأيك أيهم أكثر قسوة وحزن، من فقد والده بالموت، أم من يُعتبر والده ميّتًا بالنسبة له رغم أنه مازال يتنفس على قيد الحياة؟!
دون أن يُعطوهم أي إهتمام أو يتحملوا تجاههم أي مسئولية
ولكنهم فئة قليلة ، فلو بحثنا فيما من حولنا سواء من الأقارب أو الاصدقاء ، لن نجد أب لا يولي إهتمامًا بأبناءه .
هؤلاء الأباء يُصبحون أموات بالنسبة لأبنائهم حتى لو كانوا على قيد الحياة يتنفسون ولكنهم لا يؤدون ناحيتهم دور الأبوة الذي يجعلهم يشعرون بوجودهم من الأساس!
طالما أنهم لم يتحملوا المسؤولية تجاه أبناءهم ، فوجودهم وعدم و جودهم واحد .
هذا النوع من الأباء الذي أتحدث عنه غير موجود في حياة أبنائه من الأساس!
الكثير من الأباء بعد الإنفصال عن أمهات أبنائهم ينسوا أن لهم أبناء، ويعيشون الحياة وكأنهم لم يُنجبوا
في الوقت الذي يوجد أطفال ينتظرونهم أو ينتظرون إهتمام وكلمة منهم، وفجأة يكبروا ويُدركوا أن هذا الأب تركهم في أكثر أوقات إحتياجهم له، فيُصبح ميتًا بالنسبة لهم!
شاهدت ُ مسلسلات حول ذلك ، ولكن لو نظرت للواقع ، لن نجدهم قليلًا ، ربما ينعدون على الأصابع
على العموم مثل هؤلاء الأباء ، خسارة فيهم كلمة أب ، وبالتأكيد فقدانهم لا يعني شيئًا لهؤلاء الأبناء الذين
حرموا من حقوقهم من قِبل والدهم .
شاهدتُ في الواقع اسوأ مما جسدته المسلسلات مع الأسف !
وبالتأكيد فقدانهم لا يعني شيئًا لهؤلاء الأبناء الذين
حرموا من حقوقهم من قِبل والدهم
هذا ما يظنه الأخرون..
وهذا ما يتظاهر به الأبناء للحفاظ على كرامتهم أمام مُجتمع يُدينهم برفض أبائهم لهم!
لكن ما تخفيه القلوب يكون وجع أعمق مما تتخايليه، حتى لو لم يروا أبائهم، فهم يشعرون أنهم اسوأ من الأيتام
الفقد هو اكثر التجارب ايلاماً بالحياة وخاصة عندما نفقد اشخاص كنا نظن او نوهم انفسنا بعدم فقدناهم ابدا ، اشعر بمراررة كلماتك فلقد سبق وفقدت قريبتى اباها وعاشت أيام سيئة للغاية كنت اشعر بها بوجعها والمها ، وبالرغم من مرور السنين مازالت لم تنسى ، ودائما على لسانها كلمة( لو كان ابى حيًا .....)، ولكن عندما يوحد الاب أبناءه بحبهم لبعض يكونون نعم السند ، فالاخوة الحقيقين ليس بينهم جفاء بل يساندون بعضهم البعض لمواجهة قسوة الحياة وهنا اذكر قصة حقيقة عشتها مع اقرباء لى ، مات اباهم وتركهم صغارا ولكن كان لهم اخ أكبر فى الجامعة ، هذا الاخ احب اخوته حبا جمًا وساعد فى تزويجهم جميعا ، عند موت هذا الاخ إنهار اخوته فى جنازاته ولم يصدقه فكانوا يقولون مات أبانا للمرة الثانية
الموت بحد ذاته فاجعةٌ وصدمةٌ بغض النّظر عن المتوفى
فما بالنا بمن يتوفى والده .. الدعامة التي نتكئ عليها ..
والظهر الذي نستند إليه .. ؟!!
الأبّ ليس فقط المعين الماديّ بل هو الداعم المعنويّ ..
المرشد المنبّه .. المُشجع والمحفزّ ..
هو الذي يعلمنا كيف نقف بعد أن نقع ..
أيُّ ألمٍ وأيُّ مأساةٍ فقد الأبّ !!
أرى أنّك رجل محترم وواضحٌ أنك على قدر من الحكمة والدراية والخبرة .. ياليت تكلمنا قليلاً كيف استطعت أن تَشُقَّ طريقك في الحياة وحيداً ؟
وهل جمعتك الأقدار بنماذج أخرى للرجولة تعلمت منها؟
ألم فقد الوالدين صعب لأنه قد يرافقنا طول العمر
قد نشعر وكأننا محرومين أو مسلوبين
لما نقارن أنفسنا بالآخرين الذين لم يحرموا من ذويهم نشعر وكأن أحد سرقنا .. هناك انكسار
صديقتي الحميمة تيتمت منذ صغرها ولم تكن طفولتها سهلة أبداً
اضطرت والدتها للعمل بدوامين وبالكاد كانت تراها
وبذلك حرمت من والدتها أيضاً .. كانت تقضي وقتها عند جدتها
التي لم تقصر في العناية بها ولكن طبعاً تخيلوا .. طاعنة في السن ودائماً متألمة وتشتكي .. بالمختصر ما كانت توليها الاهتمام الذي تستحق أو تحتاج .. وما أن بلغت صديقتي العشرين من عمرها توفت جدتها أيضاً .. اتذكر انكسارها .. كانت تنظر إلى نفسها نظرة حزن ..
في الحقيقة ما غاب عن صديقتي وهذا ما أدركته لاحقاً أنها نشأت أقوى من باقي الأطفال ..
صحيح اضطرت أن تعتمد على نفسها والكثير من الأشياء تعلمتها بالتجربة والخطأ .. يعني بالطريق الشاق ولكن هذا بنى فيها عزيمة وتحدّي وتعلمت أشياء كثيرة قبلنا من الحاجة وكانت أجرأ منا على الدخول في مجال العمل للحاجة .. أعتقد أن اللّه كان يمدها بملائكة تعينها دون أن تدري
رحم الله والدك ،،
بلا شك الأب هو السند لنا في هذا الدنيا وهو مصدر الأمان والحضن الدافيء والحصن الذي نجأ إليه عندما تواجهنا أي مشكلة أو ظرف ماسأوي .
نحن لا نساوي شيء بدونه ، لكن هذه الدنيا ، إن لم نفقده في الماضي ،ٍنفقده اليوم وفي المستقبل ولكن
بكل تأكيد لا شيء يعوض خسارة الأب .
حتى نلاحظ أن ما بعد فقدان الأب ، تجد الأبناء يتفككوا ، فلن تجدهم يد واحدة للأسف .
أتمنى من الله أن يطيل أعمار أباءنا وأمهاتنا وكل شخص عزيز علينا .
الكوتش الشهير والمتكلم التحفيزي أنتوني روبنز في إحدى محاضراته تكلّم عن عن طفولته .. كان أبواه فقيرين جدّاً وكان والده عاطل عن العمل ولم يوفق لإطعام عائلته وكانت الخلافات مستمرة ودائمة في العائلة بخصوص الوارد الماديّ .. حتى أنهم اضطروا لأخذ المساعدات من الكنيسة تلقى الأب هذه الأزمة كوصمة عار لشخصه ومن كثر الشعور بالخزي قرر الفرار وتخلى عن عائلته دون أن يعلن إلى أين هو ذاهب .. كان ذلك يوماً أسود في حياة المتحدث أنتوني روبنز وقال أنه في تلك اللحظة قرر أنه لا يريد لأحد أن يشعر بم شعر به هو ذلك اليوم ولم يرد لأحد أن يتألم كما تألم هو .. وفعلاً عندما صار شاباً .. كلما سمع عن عائلة فقيرة أو بدون معيل جمع التبرعات مع أصدقائه ووصل حقيبة غذائية لذلك البيت .. ويخبرنا أنه كلما رأى الدموع في عيون الأطفال ونظرات الامتنان على وجوه الأمهات شعر بالانجاز .. وسبحان الله .. اليوم أنتوني روبنز من أغنى الأغنياء في العالم ويتكفل برعاية ما يزيد عن ثلاثة ملايين أسرة .. أسرد هذه القصة على سبيل المثال .. لقد استطاع هذا الرجل أن يحول ألمه لرسالة في الحياة ولقد فتح الله عليه ببركة حسن نواياه وطيبة قلبه
تحويل الألم لدافع للعمل الصالح هو من أسمى الأعمال
في كل امرئ فينا ذلك الطفل الداخلي الذي لم يشبع لسبب أو لآخر من المحبة أو الاهتمام أو الرعاية
ومهما فعلنا نحن بمشاعرنا ذلك الطفل ذي السنوات الست .. وحتى لو كبرنا في السن نظل بحاجة للشعور بأن هناك من يدعمنا ويحن علينا ويشجعنا ويريد الأفضل لنا .. إذا لم يحصل الإنسان على ذلك في صغره .. فلم يفت الأوان بعد .. مازال في العمر بقية .. ونستطيع أن نبحث عمن يملئ لنا ذلك الفراغ العاطفي .. نستطيع البحث في العائلة القريبة أو البعيدة عمن تتوفر لديه صفات الحنو والتشجيع والمحبة والدعم الإيجابي وتقوية العلاقة معه وإن لم يتوفر نستطيع التطوع في دار المسنين ومساعدة كبار السن بحيث يقابلون إحساننا بعطف من قبلهم فنعوض عن المفقود
أذكر أن سيدنا محمداً عليه أفضل الصلاة والسلام كان يتيم الأب والأم ولكن الله رزقه بأناسٍ عوضوا له ذلك الفراغ .. فكانت السيدة خديجة رضي الله عنها ليست فقط الزوجة ولكنها كانت تمتلك صبر الأم وحِلمها ودعمها ومساندتها ..
وعوض جدّهُ عبد المطلب مكان الوالد المفقود ثم العم أبو طالب ولكنه كان معيلاً كثير الأولاد لذلك أتوقع أنه حظي بالقليل من الاهتمام من قبله .. ولكنه كان داعماً له حتى النهاية وما أن توفي حتى عوضه الله تعالى بصديقين كانا مثال التضحية والمساعدة والمساندة .. أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب .. رضي الله عنهم جميعاً… أشعر أن النبي تعذب في طفولته لكن جرحه فتح باباً لا يسد من الحنان والعطف على أمة الإسلام كافة .. فكان لا يرد مسكيناً ولا يترك يتيماً .. حتى أن الله وعده بأن يشفعه بالأمة كافة .. عليه أفضل الصلاة والسلام
التعليقات