كالعادة كنت أتصفح الفيسبوك، وفجأة يظهر لي إشعار، انقر على زر الجرس، فيظهر لي في الإشعارات ذكرى من سنتين لمشنور قمت بمشاركته على ملفي الشخصي من 730 يومًا، وكان المنشور عبارة عن بوست عادي كُتِب به إنك تحاول تنجح في مصر فأنت من متحدين الإعاقة طبعًا لا أحبذ كتابة كلمة إعاقة أو معاقين وأفضل استبدالها بكلمة ذوي الإحتياجات، ولكن هذا مّر عليه زمن، ولا أعرف إذا كان هذا المنشور في وقتنا الحالي قد يؤدي إلى السجن أو لا هههههه :)، المُهم كالعالدة بدأت بالنزول لمشاهدة باقي المنشورات القديمة الخاصة بي حتى أكتشف منشور آخر كُتب عليه نخلتين، وخلفية أزرق فاتح، وسحاب مع وجود خلفية بنفس ما كُتب على المنشور.. وبعض المنشورات الغربية ...

لا أعرف كيف كنت بهذه السذاجة أو هذه السطحية؟ .. كيف كنت أعيش بهذا التفكير؟

ومعروف على مدار عمرك، أنّك لا تواجه الحياة بشخصية واحدة، بل بعدة شخصيات تتكون مع مرور الوقت، وبحسب الظروف، والمواقع، ومستوى النضوج، واختلاف تفكيرك، وعمرك ...إلخ.

لذلك موضوع نقاشنا اليوم هو كيف تغيرت إذا أحبتتم أنّ تشاركوني!!

  • كيف كنت، وكيف أصبحت الآن، قيم نفسك بين الكلمتين السابقتين، وما هي الأسباب التي جعلت هذا التحول مُمكن.

  • ما هي الأسباب، بمعنى هل كان السبب العلاقات المتعددة في حياتك (لأشخاص تفكيرهم مختلف عن ما كنت معتاد عليه)، أو القراءة الكثيرة، أو بسبب عملٍ ما، أو لا تعرف السبب الذي جعلك تطور بهذا الشكل؟؟* هل هذه التغييرات في شخصيتك أدت (إلى الأفضل أو الأسوأ)، أو الأثنين معًا.

سوف ابدأ بنفسي، وانتظركم، ومن الضروري طرح الأمثلة الذي جعلتك تتغير

  • من سنتين كنت شخص هجومي جدًا، بمعنى أوضح إذا كنت أدخل بأي نقاش مع أي شخص أحب أنّ أظهر أنّه على خطأ، عندما يكون مخطئ، أو حتى لو لم يكن مخطئ ولكن يريد إظهاري أنا المخطئ، أجعله هو مُخطئ أيضًا... كانت هذه من اسوأ الصفات لدي صراحًة، لم أكن أعرف كيفية مناقشة الآخرين بشكل سليم، السبب الذي جعلني أتغير في طريقة نقاشي هو عندما أصبحت أرى الكثير من حولي بدأ يتجنب مناقشتي بأي شيء، وعندما وجدت أشخاص مقربين لي بدأوا يزعلوا مني أعتذر لكتابتي للكلمة بالعامية... وخصوصًا عندما خسرت صديقة عزيزة علي... من هذا المنطلق بدأت بالتعامل مع الأشخاص بشكل مختلف تمامًا في النقاشات، فليس من المهم أنّ أظهر الذي أمامي على خطأ وأنا على صواب مهما كانت ارآنا مختلفة، ومتناقدة، وتعلمت أنّ كل شخص وله رأيه الخاص، فليس من الضروري هوايات، آراء، تفكير شخص ما مخالف لآرائي، هواياتي، تفكيري، أنّ لا يكون مناسب لي أو أنّه سطحي أو أنّه على خطأ...إلخ، وما قد يكون تافه بالنسبة لي في شخصيته قد يكون بالنسبة له مهم جدًا، والعكس صحيح، ما هو غير تافه بالنسبة لي بشخصيتي، قد يكون أتفه من التفاهة بالنسبة له...

.

  • طريقة تفكيري اختلفت بنسبة كبيرة، وذلك بسبب العلاقات التي شكلتها على مدار السنتين الماضيتين، تعرفت على أشخاص بقمة في الذكاء بالنسبة لي، وتعرفت على أشخاص بقمة الغباء، ولا يوجد أتفه منهم، وتعرفت على أطباء، ومهندسين، وعاطلين عن العمل... لم أترك أحد تقريبًا، ولم اتعرف عليه، وتعلمت من كل شخص شيء صراحًة حتى العاطلين عن العمل تعلمت منهم أنّ أخذ راحة، وعدم فعل شيء قد يكون مفيد أحيانًا... وأكثر أشخاص اتعلمت منهم من هم بقمة الذكاء، كانت طريقة تفكيرهم تعجبني جدًا لذلك حاولت جاهدًا، ومازلت أحاول أنّ أصل إلى هذا المستوى من التفكير في يومٍ ما.

.

  • الكلام الدبش، أو احراج الآخرين بالكلام على أنّه كلام عادي أو كلام تلقائي، عندما كان يأتي لي شخص، ويسألني عن رأيي ببنطال جديد قام بشراءه كنت أقول له أنّه سيء، هو قد يكون كذلك فعلاً، ولكن حتى ولو كان سيء، فلا يجب أنّ نقول هذا، وخصوصًا إذا كانت علامات الفرح مرسومة على وجهه، والأسوأ عندما كان يقول لي لكن أنا آراه جميل، ثم أقول له لأنّك لا ترى في الأصل...

ابتعدت عن هذا بشكل كلي، ووجدت أنّ المجاملات أفضل بكثير من الصراحة القاتلة (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) أكثر الأشخاص تقول بس أنا أقول الكلام الذي في قلبي ولكن هذا أكبر دليل أنّ اللي فـ قلبك سيئ مثل كلامك، ومن هذا المنطلق أصبحت لا أجرح أحد بكلامي مهما كان، ودائمًا أصبحت أدعم من حولي، مهما كان ما يفعل، حتى ولو كان ما يفعله تافهًا بنظري، اشجعه، وقد اعطيه بعض النصائح أيضًا لتحسين الأمر، وأعرض عليه المساعدة إذا أراد، وإذا كنت أستطيع أن أفعل شيء، وصراحًة لاحظت تغيير كبير جدًا.

.

الأمور السلبية:

هي البرود في شخصيتي، أصبحت أتعامل مع أي شيء أو مشكلة مهما كانت كبيرة ببرود تام، ولا اهتم بأي شيء حتى ولو كانت هذه المشكلة سوف تؤدي إلى مشاكل أكبر.

.

أصبحت امدح نفسي، وحتى لا تفهمون قصدي بشكل خاطئ، لا أمدح نفسي أمام الأشخاص، أو أقول لشخص أنا أفضل منك بذلك وذاك، لالا ليس هكذا، بمعنى أوضح عندما أعمل على شيء ما، ثم يقول لي والدي قم بعمل كذا وكذا، فأقول له لا تقلق أنا ذكي سوف استطيع فعلها... ولكن أحيانًا أفعل هذا من باب المزاح.

.

هناك بعض الأمور الأخرى في حال تذكرها سوف اكتبها في التعليقات

أتمنى أنّ تشاركوني تجاربكم