حين نسمع عن شركة ناجحة، أول ما يخطر ببالنا أنها ستتوسع قريبًا إلى أسواق جديدة، وكأن التوسع الجغرافي هو العلامة الطبيعية للنضج والنمو.
لكن التاريخ يثبت أن التوسع ليس دائمًا نجاحا… بل أحيانا يكون أسرع طريق للسقوط.
خذ مثلا شركة ستاربكس حين قررت دخول السوق الأسترالية عام 2000. الفكرة بدت مثالية على الورق: سوق محب للقهوة، واقتصاد قوي. لكن النتيجة كانت إغلاق أكثر من 60 فرعا وخسائر بملايين الدولارات، لأنهم لم يفهموا الذوق المحلي ولم يقدّروا مدى تشبع السوق بثقافة القهوة المحلية.
وفي المقابل، نجد شركات مثل إيكيا لم تندفع نحو التوسع العشوائي، بل درست العادات الثقافية بدقة قبل دخول كل سوق، فصممت منتجاتها وتجاربها بما يناسب كل بيئة التوسع ليس فقط خرائط ومبيعات، بل فهم عميق للسياق. قد تكون ناجحا في بلدك لأنك تفهم الناس هناك، ولكن ماذا لو واجهت ثقافة مختلفة، أو لو كان دخول السوق الجديدة يعني إضعاف مواردك في السوق الأصلية؟
السؤال الحقيقي ليس: هل نستطيع التوسع؟
بل: هل نحتاج فعلاً إلى التوسع الآن؟ وهل السوق الجديد يستحق المخاطرة؟
أحيانا يكون الذكاء في التريث، لا في الانتشار.
فكم من شركة فقدت هويتها وهي تحاول أن تكون عالمية، بينما كان نجاحها الحقيقي في بقائها محلية بإتقان.
التعليقات