من المسئول عن خلق بيئة عمل صحية؟


التعليقات

نحن من يختار الصمت بدعوى "السلامة"، ونحن من يجامل على حساب الحقيقة، ونحن من يتفرج على زميل يُقاطع أو يُسخر منه دون أن نحرك ساكنًا. ثم نرفع شعارات التمكين والحرية ونشتكي من "سقف زجاجي" لا نجرؤ حتى على الإشارة إليه.

المدير ليس معالجًا نفسيًا، ولا مسؤولًا عن كل نبضة توتر في صدورنا. نعم، عليه دور كبير، لكنه لن يستطيع زرع الأمان في فريق يخاف من ظله.

لكن بنفس الوقت أنا وأنت نعلم أن التدخل لدفع سخرية عن الغير قد يكون ثمنه خسارة العمل مثلاً والمفاجأة أنك قد تجد زميلك يقول لم اطلب منك التدخل مثلاً! برأيي لا أرى الأمر له علاقة بالسلبية بصراحة

هذا ما أحدث به فريقي خصوصاً الجدد منهم، لكن للأسف يرى البعض أنه لا بد من إشهار صوته أمام موظف قديم أو مدير حتى نصحح خطأ أو نضمن حق، أنا اتفهم أنه حقك لكن طريقتك في طلبه أو استرداده لزميل عجز عن طلبه قد تضرك أنت وتضعك في مقعد كراهية من القدامى القائمين على العمل فمثل هذه الأشياء لا تؤخذ بالصوت والإصرار

غالبًا ما نُحمّل الإدارة المسؤولية الكاملة، لكن الواقع أن الفريق نفسه قد يكرّس بيئة غير صحية من خلال الصمت الجماعي، أو التواطؤ مع سلوكيات سامة بدافع الخوف أو اللامبالاة. البيئة الصحية تُبنى عندما يشعر كل فرد بمسؤوليته تجاه الآخرين، لا بالاكتفاء بلعب دور الضحية أو انتظار التغيير من الأعلى فقط. الصراحة الآمنة لا يصنعها المدير وحده، بل يشارك في خلقها كل من يقرر أن يكون صوته داعمًا لا مُحبطًا.

كلامك واقعي جدًا ويلمس جانب مهم نمرّ به كثيرًا دون أن ننتبه... صحيح إننا نسمع كثير عن بيئة العمل الصحية، لكن فعليًا، التجربة شيء مختلف. البيئة الصحية ما تنخلق من ترتيب المكاتب أو مرونة الحضور فقط، بل من شعورك بالأمان الداخلي، إنك تقدر تتكلم وتعبّر بدون ما تحس بالخوف أو التردد.

السؤال اللي طرحتيه جوهري: مين المسؤول الحقيقة إن خلق بيئة صحية يبدأ من الإدارة، لكن ما يتوقف عندها. الفريق كله له دور، كل كلمة نقولها، وكل تفاعل بسيط، ممكن يبني أو يهدم. لما كل شخص يتحمل مسؤوليته في احترام الآخر، وتشجيع الصراحة، وقتها فعلاً نقدر نقول إن عندنا بيئة عمل صحية.

هي مسؤولية مشتركة... تبدأ من الأعلى، وتُبنى كل يوم بتصرفاتنا واختياراتنا."

"يعكس حديثك إدراكًا عميقًا لطبيعة بيئة العمل الحقيقية خصوصًا في تركيزك على أن الأمان النفسي ليس مجرد ترف بل هو أساس يُبنى عليه الأداء والإبداع والاستدامة وحديثك أستاذة عبير يثري الفكر ويحفز على إعادة التفكير في كثير من الممارسات اليومية.

سؤالك عن كيفية تحويل القيم من شعارات إلى ممارسات يومية هو جوهر التحدي الذي تواجهه كثير من المؤسسات اليوم في رأيي البداية تكون بالقدوة حين تُمارَس القيم من قبل القادة قبل أن تُطلب من الآخرين تصبح جزءًا من ثقافة الفريق لا مجرد بند في دليل السياسات.

ثم يأتي دور التهيئة اليومية أن نعزز ثقافة التغذية الراجعة البنّاءة وأن نحتفي بالمحاولات لا فقط بالنتائج أن نصغي فعلاً ونوفر قنوات تتيح التعبير بحرية دون خوف من التبعات.

الصراحة والاحترام لا يُفرَضان بل يُنبتان في بيئة تشجع على الثقة وتكرّس التقدير المتبادل وكل فرد في الفريق مسؤول عن سقاية هذه القيم لا فقط المدير أو المسؤول.

قد نحتاج كما تفضلت إلى إعادة تعريف مفهوم المسؤولية بحيث لا ترتبط بالمهمة فقط بل بالحضور الواعي في العلاقات والسلوكيات اليومية فحين نعي أثر وجودنا في خلق بيئة آمنة نبدأ بتحويل المبادئ إلى فعل".

طرحك يعكس وعيًا حقيقيًا بأهمية بناء بيئة عمل صحية تقوم على الممارسات اليومية لا الشعارات.

حين يصبح الاحترام والصدق جزءًا من ثقافتنا وسلوكنا اليومي، نزداد قوة كمجموعة ونمنح الجميع مساحة آمنة للنمو والتعبير والإبداع.

شكرًا لطرحك الراقي والمُلهم.

يسعدني أن أعبّر عن امتناني لكي أستاذة عبير على هذا الحوار البنّاء الذي يعكس وعيًا حقيقيًا وحرصًا صادقًا على خلق بيئات عمل أكثر نضجًا واحترامًا.

تحاورك يحمل رؤية عميقة وإيمانًا بأن القيم حين تتجسد في الأفعال تُحدث فرقًا حقيقيًا.

شكرًا لروحك الراقية، ولمساهمتك الملهمة في نقاش يُثري الفكر ويُعزز من جودة بيئة العمل


ريادة الأعمال

مجتمع لمناقشة وتبادل الخبرات حول ريادة الأعمال. ناقش استراتيجيات النجاح، إدارة المشاريع، والابتكار. شارك أفكارك، قصص نجاحك، وأسئلتك، وتواصل مع رواد أعمال آخرين لتطوير مشروعاتك.

96.9 ألف متابع