هل سمعت سابقا عن قانون ال Diminishing Returns ؟

في عالم يسعى فيه الجميع للنمو والتوسع، قد يبدو أن المزيد يعني دائماً الأفضل. المزيد من الموارد، المزيد من الموظفين، والمزيد من الإنتاج، كلها عوامل يُفترض أن تؤدي إلى المزيد من الأرباح والنجاح. لكن، كما هو الحال في معظم جوانب الحياة، يكمن السر في التوازن. فالإفراط في أي جانب، حتى لو كان إيجابياً في ظاهره، يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية.

تخيل مزارعاً يسعى لزيادة إنتاجه من التفاح. في البداية، قد يؤدي زيادة كمية المياه التي يروي بها أشجاره إلى نمو أسرع وإنتاج وفير. لكن، ماذا لو استمر في زيادة كمية المياه بشكل مفرط؟ ستصبح التربة مشبعة بالماء، مما يؤدي إلى تعفن الجذور وتدهور صحة الأشجار، وبالتالي انخفاض إنتاجها للتفاح.

ينطبق المبدأ نفسه على العديد من جوانب إدارة الأعمال. لنأخذ على سبيل المثال شركة ناشئة تعمل في مجال تطوير البرمجيات. في البداية، قد يؤدي توظيف المزيد من المبرمجين إلى تسريع عملية تطوير المنتجات وإطلاقها في السوق. لكن، مع زيادة عدد الموظفين، قد يصبح التنسيق بينهم أكثر صعوبة، وقد تؤدي البيروقراطية الإدارية إلى إبطاء عملية اتخاذ القرارات وتنفيذها.

تكمن الحكمة في إيجاد النقطة المثلى التي تحقق التوازن الأمثل بين جميع العوامل. ففي حالة المزارع، عليه إيجاد الكمية المناسبة من الماء التي تضمن نمو أشجاره بشكل صحي وإنتاجي. أما شركة البرمجيات، فعليها إيجاد الهيكل التنظيمي الأمثل الذي يسمح بالنمو مع الحفاظ على سرعة وكفاءة العمل.

إن فهم هذا المبدأ - والذي يطلق عليه في علم الاقتصاد اسم “Law of Diminishing Returns” - يعد أمراً ضرورياً لنجاح أي مشروع تجاري. فهو يذكرنا بأن النمو المستدام لا يتحقق بالمبالغة أو الإفراط، بل بالبحث الدائم عن التوازن الأمثل الذي يضمن استغلال الموارد المتاحة بأقصى قدر من الكفاءة.