كيف تصل إلى مرحلة ملاءمة السوق (product market fit) بسرعة؟

برأيي أهم طريقة هي تطوير نماذج أولية (prototypes) أو MVP كما يقال في البرمجيات واختبارها مع مجموعة من المستخدمين، ثم جمع الملاحظات والتعديلات بشكل مستمر. هذا النهج السريع يسمح بتكييف المنتج وفقًا لاحتياجات السوق دون إضاعة الوقت. ومن أشهر الأمثلة للشركات التي اعتمدت على ذلك لتصل لمرحلة ملائمة السوق أسرع هي Dropbox فعندما بدأت، اعتمدت الشركة على نموذج أولي بسيط كان عبارة عن فيديو توضيحي لشرح فكرة المنتج. هذا الفيديو لم يكن يعرض منتجًا نهائيًا بل كان نموذجًا لتوضيح الفكرة الأساسية وكيف يمكن للمستخدمين الاستفادة من خدمة تخزين الملفات على السحابة. هذا النموذج ساعدهم في جمع التعليقات من المستخدمين وتأكيد وجود طلب حقيقي على المنتج قبل بدء تطويره الكامل.

في نصيحة معروفة تقول إبدأ قبل أن تكون مستعداً,, بمعني أنك لو انتظرت الوقت المثالي لفعل شئ ما حتى تكون جاهز فلن تبدأ في هذا الشئ, فالشركة الناشئة قد تنتظر على الدخول في السوق ظناً منهم أنهم لا يحققون طلب السوق الآن أو ان منتجهم لم يصل لنقطة معينة من التطوير, فكلما يصلون لتلك النقطة فسوف يجدون أنفسهم يحتاجون لمزيد من التطوير لمواكبة تغير السوق, على كل فأفضل النقاط التي يجب التركيز عليها :

• النزول بالمنتج فور تحققه الحدود الدنيا لطلب العميل
• إسناد مهمة تطوير المنتج لأحد أو جزء من الفريق أثناء عملية المبيعات والإنتاج دون توقيفها
• عمل استبيان واستطلاع رأي عند آخر عميل في السلسلة للخروج بأفضل مواصفات للوصول للشكل المطلوب سريعا

أهم شيء هو تحديد الجمهور المستهدف بدقة، والتعرف على احتياجاتهم وتفضيلاتهم، ومعرفة الآراء عن طريق عمل الدراسات الاستقصائية المختلفة، وأهم شيء يمكن الاعتماد عليه هنا هو وسائل التواصل الاجتماعي، فمن خلالها يمكننا معرفة ردود أفعال الجمهور تجاه المنتج، وكذلك ملاحظة المنافسين في نفس المجال وتجنب القيام بالأخطاء التي يقومون بها.

هناك مقولة في البيزنيس تقول ابدأ سريعا افشل سريعا بترجمتها من الإنجليزية، ولكن ليست كلمة افشل سريعا هي أن تنهار وتتحطم وإنما أن تعيد النظر في منتجك الأولي بعد الاستماع إلى رأي الجمهور والشركاء.

فقد يحتاج العملاء إلى خدمة أو ميزة هي ليست موجودة في منتجك من الأساس.

من ناحية أخرى، لنتجنب فكرة انتظار اللحظة المثالية للانطلاق لأنها لن تأتي في وجهة نظرك أبدا. وهذا فعلا ما كان خطئي في بداية إنشاء الشركة، فقد ضيعت فرصا كثيرة فقط لخوفي من إحراق نفسي وشركتي في السوق بالدعاية المكثفة.

التفكير على المدى الطويل ولكن العمل بسرعة. فتحدد أهدافًا طويلة المدى لشركتك، لكن اعمل على تحقيق نتائج قصيرة المدى تمكنك من الوصول إلى ملاءمة السوق بشكل أسرع. التفكير بهذه الطريقة يوازن بين الطموح والتنفيذ الفعلي. وتنمنعك من الغرق في الطموحات، والتحسينات دون تنفيذ الكثير على أرض الواقع. هذا واختبار الفرضيات التي تتحرك على أساسها باستمرار. فغالبًا ما تعتمد الشركات الناشئة على فرضيات حول السوق والمنتج. تأكد من اختبار هذه الفرضيات باستخدام البيانات الفعلية من السوق والعملاء.