مكاننا الطبيعي ليس بالضرورة وسط من نعمل أو نعيش معهم، بل مع من يشاركننا ما نحب أو يشجعوننا عليه.

قد يجد بعضنا نفسه يعمل في بيئة سامة تستهلك وقته وحياته في سبيل تحسين مستواه المعيشي ولآخرين فقط لأجل لقمة العيش، ولذلك

يشعر كثير من الناس في مكان العمل بالتمييز ضدهم لأنهم غبر متناغمين مع الصيغة السائدة

فهل يكون التقبل هو الحل إذا كان يتم التعامل معك على أساس عرقي، وفي المؤسسات الحالية في الغالب المنصب الوظيفي. والأسوء من ذلك أن يتم تبني ذلك السلوك ليصبح ثقافة عمل.

أما بالنسبة لرواد الأعمال قد يجدون أنفسهم عرضة لذلك، فقد بمتلكون المقومات لكن بيئتهم الحالية لا تدعهم، أو لا تعيرهم إهتماما سواءا من طرف الحكومات، او بسبب أزمات أو طبيعة تمويل المشاريع التي لا تتبنى المساهمة في مشاريع رواد الأعمال الخارجة عن المألوف كونها تميل لتمويل مشاريع تقليدية. و يجعلهم في خانة الغير مرغوب بهم ويمارس عليهم التحيز وفي كثير من الأحيان يكون على أساسات لا منطقية كالنسب، الواسطة، والأمور الأخرى الغير أخلاقية.

لكن كونك مختلف هل يجعلك المخطء، وباعتبار كونك الوحيد المحق هل سيمارس عليك المبدأ الديمقراطي لإزاحتك، ليس كون الجميع يفعل أمرا ما يجعله صحيحا ، ففي شبه الجزيرة العربية كان العرب يسجدون للأصنام بالرغم من وجود قلائل يخالفون تلك الطبيعة السائدة، لكن عندما بدأ نبي الله صلى الله عليه وسلم، في نشر رسالة التوحيد،وبالرغم مما واجه، وجد في البداية أهله وصحبه والكثير من المؤمنين وبعدها الملايين والملايين، وبفضل الله هذه الرسالة قد وصلت إلينا.

عندما نكون في بيئتنا الطبيعية نكون أقوياء

ابحث جيدا وقد تجد المجتمع الذي يدعمك وتدعمه، وتذكر أن مغادرتك لمجتمعك القديم الذي تعتقد أنه لا يقدم الدعم اللازم في مخاولة للتوجه لآخر سيترتب عليه العديد من التبعات، بدءا من كونك قد لا تتواكب مع ذلك المجتمع أو أنك تعتقد تلك الفكرة.

فلو هاجرت مثلا لبلاد أخرى باحثا عن فرص أحسن، فإنك قد تقدم بعض التنازلات وتأكد أن لا تكون على حساب مبادئك. على الرغم من ذلك قد يقدم المجتمع الجديد لك الدعم اللازم لأفكارك وطموحاتك، تذكر دوما حياتك الشخصية وحافظ عليها بالموازات وما ترغب بالوصول إليه.

عندما نهتم بشيء اهتماما صادقا، فإننا نفتح على أنفسنا بابا للألم

وكون فكرة تحقيق طموحك تستحق وقتك وجهدك فتأكد أن التنازلات التي تقدمها قد تكون مؤلمة بدرجات متفاوتة، وتقبلها من عدمه راجع للصورة التي تود الوصول إليها

أنا لا احاول أن أحبط اي شخص لكن هل أنت مستعد لتقديم التنازلات اللازمة كمغادرة منطقة الراحة؟

________________________

المراجع:

الإقتباسات من كتاب البط الدميم يذهب إلى العمل للكاتبة ميتي نورجارد