كثير من الكيانات التي قابلتها لنبني معها شركات لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة لدينا غالبا ما تقابلهم نفس المشكلة وهي اعتقادهم بأن استيعاب وتكييف بيئة العمل للأشخاص ذوي الإعاقة مكلفة بسبب تكاليف الأجهزة المساعدة والتجهيزات الهندسية وغيرها.
لكن بناءا على الخبرة مع العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة من ناحية وشركات القطاع الخاص من الناحية الأخرى أرى أن الأمر الفارق فقط ليس التجهيزات والأجهزة وإنما المرونة في تقديم الحلول أو الموافقة عليها؛ وتبقى الفروق الفردية وتنوع الاحتياجات بين الموظفين هي المؤشر الواضح على ذلك.
حسب مجموعة من المقابلات الشخصية التي قمنا بها مع بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة رأينا مثلا أن ذوي الإعاقات الحركية يحتاجون إلى ممرات واسعة وتوفر مصاعد مناسبة لدخول الكراسي المتحركة وبالإضافة إلى ذلك يأملون في وجود مكاتب قابلة للتطويع أي تغيير مستوى الارتفاع والانخفاض وهذا قد لا يكون مكلفا بحال من الأحوال. أما بالنسبة للإعاقات السمعية فهم على أقل تعبير لا يحتاجون لتواجد مترجمين للغة الإشارة بل يحتاجون فقط أن يكون التواصل في المهام والملاحظات معتمدا على الكتابة أكثر من التواصل الشفهي وأن يكون هناك إمكانية في عمل تحول تلقائي من كتابة إلى نص في الاجتماعات والعكس.
أما الإعاقات البصرية فتظن الشركات أن مشاكلهم هي الأكبر بسبب ارتفاع تكاليف الأجهزة والبرامج المساعدة لهم لكن بالرغم من ذلك فقد كانت المرونة هي أكبر مشاكلهم، فهم يرغبون في استخدام إما أجهزة الحاسب الشخصية في العمل أو حتى السماح لهم في تنزيل برامج تكنولوجيا مساعدة مثل قارآت الشاشة مجانية ومفتوحة المصدر على أجهزة الشركة، وأيضا المرونة في البحث عن بدائل للبرامج المحترفة التي تقل فيها نسبة الإتاحة والتوافقية مع قارآت الشاشة. وقد اتفق الجميع على رغبتهم في التعامل معهم في بيئة العمل بطريقة طبيعية دون إفراط أو تفريط والتعامل مع مشاكلهم كمشاكل عادية قد تواجه أي موظف آخر.
طبعا الأمر يحتاج إلى العديد من المساهمات للتوضيح بشكل عام لكن بالنهاية كصاحب شركة ما هي التحديات الأخرى التي قد تواجهك عند توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة المختلفة؟
التعليقات