من أكثر المشكلات التي تواجه المشاريع الناشئة وخاصة الصغيرة هي انخفاض نسبة دوران المخزون وركود البضاعة أحيانا ، فنسبة دوران المخزون inventory turnover ratio هو عدد المرات التي تقوم فيها الشركة ببيع واستبدال مخزونها خلال فترة محددة، وعادة ما تكون سنة واحدة، ونسبة دوران المخزون لها أهمية كبيرة بالنسبة للشركات لأنها توضح مدى كفاءة إدارة المخزون وتساعد الشركات على تجنب الإفراط في التخزين أو نفاذ المخزون، وتوضح أيضاً قدرة الشركة على تحقيق الربحية حيث أن نسبة دوران المخزون المرتفعة معناها زيادة المبيعات وبالتالي زيادة الإيرادات وزيادة التدفقات النقدية الداخلة للشركة وبالتالي زيادة الأرباح، وبسبب كل تلك الأسباب أريد أناقش معكم ما هي أفضل الاستراتيجيات لتحسين نسبة دوران المخزون inventory turnover ratio؟
كيف يمكن أن نحسن نسبة دوران المخزون inventory turnover ratio؟
عندما كنت أدير المكان الذي كنت أعمل به، كنت مسؤول عن طلب الطلبيات يوميا وأهم نقطة كانت تساعد على إدارة المخزون بكفاءة التخطيط وتوقع حجم الطلب والبيع، وهذا يتطلب خبرة ومعرفة بالسوق وحتى بما قد سيحدث، فمثلا كنت أعرف أن هذا المنتج سيزداد الطلب عليه بالفترة هذه من السنة فأزيد من كمياته، أو ان هذا المنتج عليه خصم جيد ولديه سحب ممتاز، فأرفع من الكمية وأدخل بشرائح مرتفعة تحقق لي ربح كبير، هذه الخبرة وإداراتها بهذا الشكل يرفع المبيعات ويقلل المنتجات منتهية الصلاحية
أنجح طريقة أتمتة التفاعل بالمخزن بشكل حاسوبي، كيف ممكن هذا الأمر يتطور؟ عبر نظام حسوبي يعرف كيف يطوّره المبرمجين يصل المخزن بالموّرد مباشرةً وهذا الأمر يساعد على إدارة المخزون مباشرةً عبر إعطاء نصائح في المسائل التسويقية بناءً على المرحلة وعبر طلب تجديد تلقائي من المخزن للمورّد لكي لا يُصار إلى أي تأخير في هذه العملية، هذا الأسلوب يخفف من القلق الناتج عادةً عن هذه المسائل خاصة عندما تكثر المنتجات التي تخزّن في المخزن كأنواع وأحجام وأشكال.
حاولت تطبيق ذلك بالفعل .. لكن في مجال الكتب، وفي مجال الخردة، لا يوجد مورد يلتزم بكلمته أو بإعطائك البيانات الكافية، أو قد يتغير الحال في أي لحظة، أنت تبيع له بضاعته، ولكن لو وجد زبون خارجي يشتري بسعر أفضل راح يبيعك.
الأتمتة مهمة ولكنها ليست الحل السحري، فمثلاً قرارات المخزون قرارات إستراتيجية، وفي أحيان كثير ترتبط بأقسام أخري مثل التسويق والمبيعات والمشتريات والتمويل ولذلك لا يوجد اي برنامج يستطيع المساعدة في تلك النقطة، واحياناً تختار الشركات عدم التعامل مع منتجات شركة معينة بسبب ارتفاع أسعارها او بسبب ان جودة منتجاتها أصبحت رديئة او اننا نريد ان نتعامل مع منتجات أخري لأن هامش الربح فيها أعلي، وبالتالي الأتمته هنا أيضاً لن تفيدنا.
الطريقة التي يعتمدها الأغلبية إن لم أقل الكل ويحبها العملاء هي التخفيضات والعروض الخاصة، هي فعلا لها تأثير كبير على زيادة دوران المخزون، عندما يُقدم تخفيض أو عرض خاص على منتج معين، يتحفز العملاء على شراء المنتج بسرعة أكبر، مما يساهم في تحريك المنتجات من المخزون بشكل أسرع.
وإذا تم اختيار المنتجات المناسبة للتخفيض أو العرض الخاص، يمكن أن تزيد هذه الاستراتيجية من جاذبية المنتجات لدى العملاء وتساهم في تحسين دوران المخزون وبالتالي تحقيق مستويات أفضل من الربحية، كما أن تحديد العروض والتخفيضات بناءً على فهم جيد لاحتياجات العملاء واهتماماتهم سيزيد من فعالية هذه الاستراتيجية.
وإذا تم اختيار المنتجات المناسبة للتخفيض أو العرض الخاص
من المفترض ان يتم استخدام طريقة العروض الخاصة للتخلص من المنتجات التي عليها طلب قليل او التي تقادمت، وبتلك الطريقة سوف تحقق الشركة أكبر منفعة ممكنة
وحتى البضائع الموسمية التي تنحصر مدة فائدتها ورواجها في موسم واحد كمنتجات عيد الأضحى أو المنتجات التي تنتهي قيمتها بانتهاء شهر رمضان مثلا، حتى أنني أرى محلات الألبسة الجاهزة تقوم بتفريغ كامل محتوياتها التي تناسب فصل الشتاء مثلا في أخر شهر فيه وتضعها تحت عرض التخفيض، لكن يجب أن يكون ذلك بدراسة واقعية ومتوازنة حتى لا تسبب خسائر مادية للشركات.
أرى أن إنشاء برنامج بسيط متخصص في إدارة المخزون على نحو جيد من الأمور التي تقلل كثيراً من الأخطاء الشائعة التي تؤدي إلى انخفاض نسبة دوران المخزون، إذ أنه يضمن الكفاءة والدقة في إدارة المخزون ويجعلنا نتتبع مستوياته دائماً، وهذا أيضاً يوفر الكثير من الوقت والجهد.
التعليقات