اليوم كنتُ أقرأ السيرة الذاتية لآندي جروفز وهو رائد أعمال بارز في مجال التكنولوجيا. أكثر موقف لفتني في السيرة هو تركه لعمله السابق بسبب عدم تلّقيه التقدير الكافي من قِبل مديره. ذكّرتني الحادثة بهرم ماسلو للاحتياجات والتي يقع ضمنها احتياجات التحقيق الذّاتي وهي تعبّر عن الحاجة للنمو الشخصي وتحقيق الإمكانات الكاملة للفرد. وبما أنّنا كائنات اجتماعيّة فإنّ حصولنا على تقدير الآخرين هو جزء أساسي من وجودنا. فماذا لو أننا كروّاد أعمال لم نأخذ بعين الاعتبار هذه الحاجة، هل حقًّا نخسر أفضل موظّفينا؟ أم أنّها مبالغة لا أكثر؟

عندي صديقة كانت تعمل منذ بضعة سنوات في مجال المبيعات، تحديدًا مبيعات زيوت السيّارات. كان عملها كمندوبة مبيعات يتمحور حول جذب زبائن جدد من خلال مهاراتها في الإقناع والاتصال بالعملاء. خلال عام حقّقت 70% من الهدف وهو جذب عدد معيّن من الزبائن ثمّ في العام الآخر تخطّت الهدف المطلوب بأكثر من 20%: ما يعني أنّها أنجزت عملها بإتقان ومهارة. خلال سنتين حصلت على زودة سخيّة على المعاش بسبب براعتها ولكنّها لم تجد التقدير من أسفل الهرم إلى أقصاه. فبرغم كدّها في عملها لم تحصل على الشكر من أي أحد، وقد آذاها هذا الأمر بشدّة إذ أنّها كانت تتوق أن تعرف أنّ جهودها تلقى التقدير. ونتيجة لذلك فقد استقالت بعد عامين.

بالنسبة لي لم أجد أي مبالغة في سلوكها إذ أنّ الحصول على التقدير من الآخر هو شرط أساسي لتحقيق الذات وبلوغ الرضى. ومن هنا فإنّ الاكتفاء الذاتي لا يكفِ لأنّنا بفطرتنا نميل إلى الانتماء للآخرين.

برأيكم أنتم، هل تروون أنّ الحصول على التقدير والشكر في العمل أمر أساسي أم أنّ الرضى عن الذات وحده يكفي؟ ولما ذلك؟