قال لي أحد روّاد الأعمال البارزين في لبنان يومًا "المدير الحاضر هو المدير المؤثّر".

للحضور أشكال كثيرة وقد يكون أحدها المادّي أي أن يتواجد المدير بشكل متواصل في بيئة العمل بدل الغياب وتفويض الأعمال للآخرين كنائبه مثلًا. فعندما يتواجد المدير بشكله الجسدي دائمًا فإنّه يمارس قوّة التأثير من خلال أدواتٍ كثيرة إحداها لغة الجسد والتواصل الكلامي والتغذية الرّاجعة المباشرة. أمّا ما كان يقصده رائد الأعمال الذي أخبرتكم عنه هو أنّ الحضور لا يقتصر على الوجود الجسدي بل قد يكون أحيانًا عن بعد، فما يهم هو أن يكون مؤثّرًا.

ولكن بالنسبة لي فإنّني أرى التأثير من خلال الحضور الجسدي أقوى بكثير من الاقتصار على الحضور عن بعد. فبعد ما شهده العالم من نقلة نوعيّة في مجال الأعمال ،من خلال إدارة الأعمال عن بعد بدل الحضور، فقد صار الكثير من المدراء يميلون نحو هذا الأسلوب. إلّا أنّ إدارة الأعمال عن بعد يشوبها الكثير من الثّغرات في التواصل مثل:

-عدم معايشة واقع الموظّفين والمشاكل اليوميّة التي يواجهونها

-صعوبة التفاعل بين المدير من جهة والموظّفين من جهةٍ أخرى

-إضعاف دور القيادة المتعاطفة التي تقوم على فهم احتياجات ومشاعر والتحديات التي يواجهها الموظّفين

لذلك فأنا أرى أنّ قوّة تأثير المدراء في الحضور الجسدي تبقى أهم من الاقتصار على الحضور الذهني الذي يعتريه الكثير من المعوّقات.

ماذا عنكم، هل تروون أنّ الحضور الجسدي هو حاجة ضروريّة لممارسة تأثير المدراء على الموظّفين؟ أم أنّ الحضور عن بعد يكفي إذا ما توفّرت بعض العوامل؟