في رواياتنا دائمًا ما نتحدّث عن الموظّف المنهك الذي يعمل لأكثر من 8 ساعات في اليوم عند صاحب عمل جشع ورأسمالي. ولكن اليوم سنأخذ الزّاوية الحسنة لصاحب العمل، فهو الذي يسعى دائمًا من أجل تحفيز موظّفيه لكي يعملوا بجد فتزيد انتاجيّتهم ويرتفع الانتاج. حسنًا، ذلك ليس كرمى لعيون الموظّف بل من أجل أن تزيد أرباحه وثروته.

من ضمن الحوافز التي يقدّمها بعض أصحاب العمل، الألعاب التي تهدف بالدرجة الأولى لزيادة اندماج الموظّفين في العمل وتحفيزهم من أجل أداء المهام بسرعة قياسية مقابل الحصول على مكافأت. ويُعتبر نظام النّقاط من أبرز الأمثلة على ذلك حيث يتم تقديم نقاط للموظف مقابل إنجازه لأهداف معيّنة أو إنهائه لعدد محدّد من المهام. ومن الأمثلة الأخرى التحديات الفردية والجماعية و تطبيق القصص والشخصيات والترقيات والتقدير. وأمّا أبرز ما يحّفزه تشجيع الموظفين بالألعاب، الرّوح التنافسيّة لدى العاملين حيث يصبحوا في سباقٍ دائم من أجل الحصول على المكافأت قبل الآخرين.

بالرغم من ذلك كلّه، لستُ أؤيد هذا النّظام! السبب؟ سأخبركم عنه الآن.

في العام 2012، أطلقت جوجل ،وهي المعروفة بثقافتها التنافسية والإبداعية، منصّة Badgeville للألعاب والتي تهدف إلى تشجيع الموظّفين من خلال الألعاب. قامت هذه المنصّة بمنح العاملين شارات افتراضية virtual badges ، ونقاط بعد إنجاز المهام والأهداف. إلّا أنّ ما حصل من خلال هذه المنصّة أبعد ما يكون عن تحقيق أهداف جوجل بحيث صار هناك تركيز من قِبل الموظفين على الحصول على شارات بدل إنجاز المهام بشكل متقن. فقد تحوّل تركيزهم من النوعيّة إلى الكميّة: يعني إنجاز عدد أكبر من الأعمال التي تفتقر للجودة مقابل الحصول على مزيد من الشارات! وبعد مدّة تمّ إيقاف البرنامج نتيجة وجود مخاوف من تأثيراته على الإنتاجية.

ومن هنا أنا أقف ضد هذه البرامج إلّا في حالات كانت منظّمة بحيث لا تؤثّر على إنتاجية العاملين.

ماذا عنكم، هل أنتم مع أو ضد هذا البرنامج؟ وما هي البدائل الأخرى لتحفيز الموظّفين بدل التركيز على الألعاب؟