وظّف وسرّح بسرعة، لا تعطي فرص ثانية لموظف أخطأ.

وأنت كيف ترى الموضوع؟ من أي زاوية تراه وإلى أي سلوك تميل؟ ولماذا؟

بالتأكيد لن أميل إلى أسلوب غاريي فيي الذي يشعرني بأنه يتعامل مع روبوتات وليس مع بشر موظفين، التوظيف بسرعة ثم التسريح بسرعة يعني فقدان الكثيرين لوظائفهم وتأثرهم ماليا واقتصاديا، ولن يجلب ذلك سوى الأثر السلبي للشركة فهؤلاء سينقلون تجربة سيئة لغيرهم وتؤثر على الصورة العامة للشركة وللعلامة التجارية.

أتفهم الرأي القائل بأهمية الحزم في إدارة الأعمال ومع الموظفين، فالبعض يروج لفكرة أن الحزم في تعاملات الأعمال يمكن أن تؤدي إلى رفع معايير الأداء وتحفيز الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم لكني أرى بأن هنالك منهجيات أخرى تؤكد على أهمية إعطاء الفرص الثانية وتوفير بيئة داعمة لتطوير مهارات الموظفين وأميل إليها صراحة! فتوظيف أفراد جدد قد يكلف الشركة موارد كثيرة خاصة من ناحية تأقلم الموظفين الجدد وصعوبة إستبدال من أخطؤوا ويعتمد الأمر على نوع الخطأ أيضا.

قد تابعت مرة مقطعا مصورا يتحدث عن نفس الموضوع، لعله لنفس الشخص لكن لا أذكر.

كان يقول فيه ما معناه: أن أكثر ما يؤدي إلى الفشل تكبر الإنسان الذي لا يجعله يعترف بخطئه، وحتى لا يبدو أمام أحد أنه مغفل قد أخطأ يعمد إلى إتاحة فرص كثيرة لمن يخطئ ويرفض تسريحه بسرعة حتى لا يظهر بهذا المظهر.

وذكر فيه أنه وظف أحدهم ثم طرده اليوم التالي وقال: أن أبدو مخطئا في توظيفي إياه خير لي من التسبب في الفشل والخسارة.

والحقيقة لقد أقنعني بذلك

لكن..

الخطأ وارد من البشر، فهم خلقوا لكي يخطئوا ويتعلمون، حتى الآلات تخطئ فلو أراد بشرا بلا نقص لا يمكنه توظيف أحد.

وأنت كيف ترى الموضوع؟ من أي زاوية تراه وإلى أي سلوك تميل؟ ولماذا؟

لذا أرى أنه يجب التفريق بين الخطأ الناتج عن إهمال أو جهل أو عمد، وبين الخطأ البشري الوارد حدوثه والطبيعي، فالأول بلا شك يجب تسريحه أما الثاني فيستحق فرصة أخرى خصوصا إن أثبت جدارته.

لكل مدير وصاحب مشروع الحرية في التعامل مع موظفيه لكن في حدود القانون، وفي حدود العقد الذي يجمعه مع الموظف، فهو ليس سلعة تباع وتشترى، توجد أخطاء من أخطاء، توجد أخطاء يمكن تجاوزها والتغاضي عنها وتدريب الموظف على التأقلم مع القرارات الجديدة والصارمة التي تعالج ذلك المشكل، أما حينما يكون الخطأ فادحا ولا يغتفر كالخيانة أو التسبب بخسائر كبيرة والتأثير على وضع الشركة فسأقوم بتسريح الموظف بالتراضي وليس وكأنه كان عبدا لي!

في رأيي انه ليس كل خطأ يستحق التسريح، وليس كل موظف جديد يستحق التثبيت. قد يكون من المفيد إعطاء بعض المرونة والصبر للموظفين الذين يحتاجون إلى التعلم أو التحسين أو التكيف. قد يكون من المجدي إشراك الموظفين في عملية التقييم والإطلاع على رأيهم واقتراحاتهم. و ايضا من المفضل تقديم بعض الحوافز والتشجيعات لزيادة الإنتاجية والابتكار.

و قد يؤدي التسريح المتكرر إلى تقليل الثقة والولاء بين الموظفين والإدارة. بحيث قد يشعرون بالخوف أو القلق من فقدان وظائفهم في أي لحظة. و هذا ايضا ما يؤدي الى نقص طلبات التوظيف على هذه الشركات بحيث دائما يكون هناك تخوف لدا الموظف بفقدان وظيفته.

لذا أعتقد أنه من المهم تطبيق استراتيجية متزنة تأخذ في الاعتبار كلا من جودة الموظف وسعادته. فهناك العديد من الطرق لزيادة احتفاظ الموظفين بدلا من التسريح.

ولذلك التسريح السريع والمكافئة السريعة هي ما يبقي عصب الشركة مشدود نحو الانتباه لتحصيل كل ما ينفع فعلاً

ربما سيبقي عصب الشركة مشدود ولكن نحو التوتر والخوف دون التركيز على الهدف الأساسي والانتاجية، أنا هنا مع فكرة أن بعض الأخطاء لا نقاش فيها والحل الأمثل هو تسريح صاحبها، ولكن إذا كنت سأتوظف في مكان بشكل سريع ربما بناءً على احتياج للشركة في الوقت الحالي، وقد أكون أنا أصلًا غير كفئ من البداية لهذا المنصب، ثم يحدث خطأ ناتج عن عدم معرفتي بالسياسة الخاصة بالشركة أو عدم حصولي على تدريب سليم، ويقوم رئيس العمل بتسريحي فقط لأني أخطأت، ثم يقوم بتعيين شخص أخر بنفس الأسلوب ويتكرر نفس الخطأ.

أعتقد أن سياسة الاهتمام بالموظفين ورضائهم والعمل على تطويرهم- طبعًا في حالة كفاءتهم- هي أفضل سياسة للحصول على إنتاجية أعلى ومبيعات أعلى، وحتى ضمان ولاء الموظفين للشركة ورغبتهم الشخصية في نجاحها، لا العمل تحت مبدأ الخوف والتوتر من التسريح.

ولكن لننظر للناحية الأخرى للموضوع. فرؤية الموظفين أنّ التخلي عنهم سهل عند حصول أوّل خطأ يبقيهم في حالة خوف من الوقوع في الخطأ. والخوف الزائد من الوقوع في الخطأ يوقعنا في الخطأ بالفعل. بالإضافة إلى ذلك فأنا أؤمن أنّ هناك أخطاء ممكن أن تتغتفر وأخطاء أخرى لا يمكن التهاون فيها. لذلك سرعة التخلي عن الموظف في أول خطأ، ستجعلنا نخسر رأسمالنا أوّلا: وهو حصيلة ما أنفقناه كي يتدرّب ويتعلم ويصبح قادرًا على إنجاز المهمّة. لذلك، أين الخطأ في منح فرصة قد يحتاجها الموظف لكي يطوّر من نفسه؟ ومن نحن حتّى نعظّم الوقوع في الخطأ خاصّةً أنّ الله يسامح، فمن نحن حتى لا نسامح فيه؟