لي صديقة قديمة وهي بالوقت ذاته صاحبة شركة مبتدئة لم يمر على انطلاقها عام واحد. منذ فترة عرفت أنها نشرت على صفحتها الشخصية منشورًا عبرت فيه عن استيائها من فكرة توظيف الطلاب بالشركة وأنها إذا كانت فعلت ذلك مسبقٌا فإنها لن تفعله في حياتها مرةً أخرى؛ وكل هذا لأن طالبة وظفتها للعمل معها جاءت لتقدم استقالتها بسبب الاختبارات والضغوطات الدراسية التي تمر بها.

استاءت صاحبتنا لأنها استنتجت من ذلك أن الطلاب غير جديري بالمسؤولية، وأنها أخطأت حين وضعت ثقتها بهم بل إنها عبرت عن ذلك بوصفها لهم بالأطفال!

لكن هاجمها الناس بالتعليقات وأخبروها بأن الطالب ليس طفلًا، وأنها قد تكون هي من أخطأت كصاحبة شركة في اختيارها لمن يعمل معها من البداية، وأن موقف الاستقالة كان ليبدر من موظفين عاديين غير طلاب ولأسباب أخرى.

نعم، لنكن منصفين؛ مبدأ توظيف الطلاب ليس سيئًا بالكامل، فكصاحب شركة أنت تستفيد من ذلك على الناحية الأخرى وخصوصًا إذا كنت شركتك مبتدئة ولا تملك رفاهية تعيين موظفين ذوي خبرة سنوات واشتراطات عُليا، فالطالب:

  • يقبل الراتب المنخفض.
  • تحمله تجاربه البسيطة على القبول بمدى واسع من المَهام لأنه يرى العمل في الشركة تدريبًا أكثر منه مصدرًا للدخل.
  • سهل التشكيل والتوجيه.
  • صاحب مسؤوليات والتزامات أقل -غالبًا.

لا أدّعي أنه يجب على أصحاب الشركات استغلال الطلاب، ولكن نحن نتحدث عن واقع، ووجود نسبة من الطلاب ضمن الموظفين له عوائده.

فماذا لو كنت صاحب شركة مبتدئة، هل ستقوم بتوظيف الطلاب أم ستتجنب ذلك؟ أيهما أكثر، عيوب الأمر أم مميزاته؟