من منّا لا يذكر أوّل مشروع تجاري له عندما كان طفلًا؟ فعندما كنت في العاشرة من عمري وضعتُ منضدةً على الشارع وعرضّتُ عليها كتبي للصف الأوّل والثاني بالإضافة إلى بضعة قصص أطفال أخرى وفي المنتصف دسستُ ورقةً كبيرة كًتِب عليها " كتب للبيع بأفضل الأسعار!" عندها رأتني ابنة الجيران فما كان منها إلّا أن قدمت ناحيتي وعرضت عليّ المساعدة قائلةً"نصف بالنصف أنتِ تحضرين البضاعة وأنا أحضر لكِ الزبائن!" كانت بالنسبة لي صفقةً رائعة إذ أنّني أمتلك مهارات جيّدة في عرض البضاعة والتسعير والشؤون الماليّة ولكنّني كنتُ بحاجة لشريك يدعمني في النّّاحية التسويقية التي ليست من نقاط قوّتي. وبالفعل فقد نجح مشروعي الصغير وبعتُ جميع المعروض من الكتب والقصص! فكان هذا المشروع أوّل درس لي في العمل التجاري: الشراكة تحقّق نتائج أفضل.

وقد اكتشفت لاحقًا أن الرّأي الذي توصّلت إليه من خلال تجربتي تدعمه الدراسات والإحصاءات التي تقول بأنّ نسبة احتمال نجاح أي مشروع تجاري ترتفع بمعدّل 30 بالمئة عند وجود مؤسّسين إثنين. وبهذا الصدد فقد اطّلعت على رأي أحد الأساتذة في جامعة ستانفورد والذي يوصّي طلابه بتأسيس مشاريعهم مع شركاء آخرين وذلك لأنّ الشريك (طبعًا عند اختيار الشريك الصحيح) يوفّر مهارات مكمّلة لا يمتلكها الفرد الآخر بالإضافة إلى تقديم الدعم العاطفي وهو ما يحقّق إدارة أكثر فعاليّة. كما أنّ وجود مؤسّسين إثنين يقلّص المخاطر ويوزّع المسؤولية الماليّة والضغوطات بين الشريكين. ولا ننسى مؤسّسين إثنين لا أكثر!

ولكنّ في نفس الوقت هناك نقاط توفّرها المشاريع الفرديّة ولا وجود لها في المشاريع القائمة على مؤسسين إثنين. فالمؤسّس الواحد يعني الاستقلاليّة الماليّة والسرعة في اتخاذ القرارات وغياب الصراعات التي تحصل عادةً عند وجود مؤسّسين إثنين.

الأمر بالفعل محيّر، فأي الخيارين هو الأفضل في ظل هذا التناقض الواضح؟ لا جواب مؤكّد؟

و برأيكم أنتم،

أيّ الخيارين أفضل وجود مؤسس واحد أم مؤسّسين؟ وكيف نتخذ القرار الأفضل في هذا المجال؟