نظام توم فيري لتقسيم الراتب وإدارة المال! هل هو ناجع حقا؟

مايعجبني في هذا النظام بصراحة كونه يعتمد على فكرة توزيع الإنفاق على المدى الطويل، حيث يمكن توزيع الإنفاق الشهري على مدار 12 شهرًا بدلاً من التركيز على فترات محددة مثل العطلات أو الأعياد. وبالتالي يمكن تقليل الإجهاد المالي الذي يصاحب مثل هذه الفترات.

وبالتالي قد لا يتعدّى الادّخار بأفضل الأحوال ال 20%. ومن هن

الامر يختلف حسب الظرف والحالة المعيشية مرة وصلت حتى ادخار أكثرمن50 بالمئة من مدخولي، لانني كنت مكتفية، لذلك الأمر ليس ثابتا في هذه المسألة.

حتى أن تقسيم وإدارة الأموال يمكن أن يكون أمرًا صعبًا للبعض، قد نجد بعض الأشخاص يفضلون تقسيم الأموال على أساس الأولويات الشخصية، بينما يفضل آخرون تقسيمها على أساس الأهداف المالية الطويلة الأجل. ومن الممكن أيضًا استخدام نظام التوفير التلقائي أو تحديد نسبة محددة للإنفاق والتوفير.

أعتقد أنّه مهم من ناحية تنظيم مداخيل الأفراد إذ أنّه يتطلّب تحديد واضح للنفقات والإيرادات كما أنّه يحقّق أهداف الاكتفاء الذاتي من ناحية والتخطيط للأجل القصير والبعيد من ناحية أخرى.

أجل كل فرد لديه الحرية في عمل تقسيمه الخاص وفقا لحاجياته ولطريقة عيشه.

يوجد نمط آخر من تقسيم الراتب الذي يشترك فيه جميع أفراد العائلة، هذا الأسلوب يمكن أن تكون له عوائد سريعة وتقلص الوقت اللازم لظهور النتائج لهذه الطريقة.

هذا ما حاولت توضيحه، فهذه النظرية لم تأت بشيء فضائي أو من كوكب آخر، فمسألة تقسيم الراتب هذه موجودة عند كل ربّ أسرة لديه معاش، وراتب، أو غيره، فهي ضرورية وما هذه النظرية إلا تنظيم للعملية لا غير.

وما لاحقها من مشاكل ارتفاع الاسعار وعدم إمكانية التنبؤ بالنفقات التي تتغير من شهر لآخر لاستمررت على هذا النظام الناجح جدًا لذا فانا مع نظرية توم فيري قلبًا وقالبًا.

في الجزائر أيضا نواجه مشاكل إقتصادية وإنخفاض القدرة الشرائية وإرتفاع الأسعار المفاجئة، التي تفسد علينا مخططاتنا كلها، لكني في ذات الوقت أعتبر أننا في نعمة خاصة فيما يتعلق بالمستقلين، فإنخفاض العملة عندنا له جانب إيجابي، فمثلا 1 دولار جزائري تقابله حوالي 147 دج، لكن أغلب الجزائريين المستقلين يبيعون الدولار وأرباحهم بسعر السوق السوداء الذي وصل الآن إلى 230 دج. وهذه نقطة إيجابية خاصة وأنها تحفز على العمل الحر والكسب بالعملة الصعبة.

كلامك منطقي جدا، خاصة ونظرا للأوضاع الإقتصادية والإجتماعية بدولنا العربية المتضررة على الأقل، لكن هذا التقسيم لا يمكن تحديده لا بال 100 دولار ولا بال 10000 دولار، فهو تقسيم أو إستغلال لما نملكه في أمور معينة وإستثمارنا فيها بشكل عقلاني أكثر.

المشكلة أننا نريد في أن نجني ثمار هذا التقسيم من الشهر الأول وهذا أمر مستحيل، فنتائج هذه النظرية لن تظهر قبل سنتين من الإلتزام بها، حتى النظرية لو نطلع عليها وعلى ما قاله صاحبها سنجد أنه ذكر ذلك، مشكلتنا أيضا أننا نريد تطبيقها كي تنفعنا في شراء أو إستثمار شيء ما في وقت قصير، فنتفاجأ بأن الأمور تسير ببطئ شديد فنفشل ولا نلتزم.

يمكن حل المشكلة بجمع مقدار كبير من المال، بإدخاره لفترة طويلة حتى نقوم بجمع رأس مال معتبر ثم نبدأ التقسيم من بعد ذلك، هناك سنرى النتائج بدأت بالتحرك والظهور.

ضياء أنت دائما لا تتفق، نظام توم فيريلا يهتم بالمبلغ بقدر ما يهتم بالنسبة الموجهة لنفقاتك في الحياة، وهذه يمكن تطبيقها حتى على الدولار الواحد فضلًا عن المئة دولار.

أنا معك في ذلك لا يجب أن تكون ثابتة، على الدوام، إنما أن تكون مرنة وأن تكون هذه النسب مجرد مرجع أساسي يمكن تغييره بناء على الظروف التي تطرأ، فضلا على أنه يمكن تقسيم تلك اﻷقسام إلى أقسام مصغرة، وكلما تم التقسيم أكثر كلما عرفنا أين وفيم ننفق أموالنا فلسا فلسا، فنستغله أحسن إستغلال.