منذ أيام قليلة، قرأت خبر عن الرئيس التنفيذي لشركة Lufthansa الألمانية للطيران، عن مغادرته لمكتبه وعمله كمضيف طيران على إحدى الرحلات التابعة لشركته  التي كانت من البحرين للرياض، وأنه قام بدور مضيف الطيران خلال الرحلة ذهابا وإيابا مما جعله يكتشف أمور لم يكن يراها من مكتبه، مثل التحديات الفردية التي يمكن أن يواجهها مضيف الطيران مع المسافرين، أو مدى التنظيم المطلوب للحفاظ على دقة العمل، وأنه عاد لمكتبه برؤية مختلفة.

يعني لا اعلم إن كان شو إعلامي أم لا، فأنا أعرف تماما المدير التنفيذي لشركتي ولو رأيته بأي مكان رغم عدم مقابلتي له مباشرة، سأتمكن من تمييزه من خلال صورته، ولكن دعونا من مجمل الخبر، ولنركز على الفكرة، وهذا يذكرني بمقولة للممثل عبدالرحمن أبو زهرة في مسلسل لن أعيش في جلباب أبي، وكان تاجر خردوات هذه المقولة بالمصرية تقول" الشغلانة اللي مكنتش فيها صبي متنفعش تبقى فيها معلم"

يعني لو الرئيس التنفيذي لهذه الشركة إن لم يكن يوما موظفا بأروقة المطار لن يكون قادرا على أن يديرها، وأرى أن هذه النقطة واقعية كثيرًا، ومن خلال تجربتي بالعمل، عندما بدأت صغير وترقيت كنت ملم بكافة التفاصيل التي تمر بها الخدمة المقدمة، الصعوبات التي كانت تواجه الموظف الصغير وتمثل تحدي له، حتى كنت أعرف طرق التحايل التي يمكن أن تأتي لأذهان البعض، وكنت على دراية أكبر بفريق عملي وطباعه، لكن قد يكون هذا صعبا مع الشركات الكبيرة، متعددة الأقسام والفرق.

لذا برأيكم إلى أي مدى يمكن الرئيس التنفيذي أن يكون ملما بتفاصيل العمل بشركته، وكيف يعزز ذلك في الشركات الكبيرة؟