لنفترض أن أحدهم، وهو رئيس قسم إدارة المنتجات في شركة تكنولوجية، قام نتيجة عمل جماعي مع فريق العمل الخاص به بابتكار منتج جديد يحدث ثورة في العالم التكنولوجي. بعد مرور مدة تقرر إن الشركة ستشارك في حفل تكريمي يحمل جوائزا قيمة للمخترعين الشباب ولا يمكن مشاركة الشركة إلا بحضور شخص واحد يكون له كامل الرصيد بالانجاز إذ إنه مشروع لدعم المنتجات الفردية. هل يقوم مدير الفريق بأخذ كامل الرصيد بالانجاز؟ أم أنه يرفض المشاركة لأن العمل لا يعود له وحده بل لكامل الفريق؟

لربما هو افتراض صعب إذ أن أي أحد منا قد يحب الشهرة نتيجة اختراع له يد فيه وإن ليس بالكامل. إلا إن المضي بقرار المشاركة لهذا الموظف تعني أنه منحاز لمصلحته الشخصية وبدون أي اعتبار للفريق الذي له معظم الفضل بالاختراع.

يحدث تحيز المدراء في العمل عند اتخاذ قرارات تصب في مصلحتهم الشخصية ولا يقتصر على أخذ رصيد النجاح بالكامل بل قد يمتد إلى تحميل مسؤولية الفشل للآخرين وللعوامل الخارجية التي لا يد له فيها. وأما أبرز نتائج التحيز الذاتي فهي:

  • تهرب الفرد من تحمل مسؤولياته بالكامل إذ أنه يفضل تحميلها للاخرين أو لأي قوى خارجة عنه
  • خلق أجواء سلبية ومشحونة في مكان العمل نتيجة تغييب مصلحة الكل والنظر لمصلحة الواحد
  • تأثر العلاقات بين العاملين في مكان العمل وانعدام التواصل الايجابي والفعال والثقة بين العاملين
  • انعدام الدافعية للعمل نتيجة إعطاء الرصيد لمن لا يستحقه وتهميش المستحق له
  • تأثر الصحة النفسية للعاملين

من هنا وبرأيكم، كيف يمكن اتخاذ القرارات في مكان العمل بدون التحيز للمصلحة الشخصية ؟ أم أن هذا النوع من التحيزات سمة ملازمة للبشر ولا يمكن إيقافها بل الحد منها؟