بازفيد Buzzfeed موقع اخباري على الانترنت، يغلق أبوابه. وهذا يشير إلى نهاية حقبة مهمّة من وسائل الإعلام الرقمية التي بدأت في العقد الأخير، وجذبت جيلًا جديدًا من الصحفيين. كان الموقع في يوم من الأيام لاعبًا رئيسيًا في الصناعة الرقمية، ومتحديًا لأكبر المنظمات الإخبارية مثل سي إن إن ونيويورك تايمز.

في سنين عطائها ، كانت بازفيد حديث عالم الإعلام. بمحتوى يعجُّ بقوائم (أفضل 5، أفضل 10) واختبارات الاسئلة Quizzes استفادت الشركة من نجاح منصات مثل فيسبوك وتويتر للوصول إلى جمهورها الضخم، وكان صحفيها الأشهر في الصناعة، إذ تمكّنوا من انشاء محتوى يثير فضول المستخدمين.

تغيّرت الدنيا، ودوام الحال من المحال. لم يعد فيسبوك منجم الذهب كما كان في يوم من الأيام للناشرين، وخسر تويتر بريقه تحت قيادة إيلون ماسك الغريبة، تركت هذه التحولات بازفيد تكافح للحفاظ على موقعها في ساحة رقمية متطورة باستمرار.

اعترف جونا بيريتي، الرئيس التنفيذي لبازفيد، بأنه كان بطيئًا في تقبّل فكرة أن المواقع الكبرى لن تستمر في دعم الصحافة المصممة خصيصًا لوسائل التواصل الاجتماعي، كما كان محتوى بازفيد. وذهب المحرر المؤسس لبازفيد بن سميث إلى أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن العلاقة بين ناشري الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي انتهت بشكل كامل الآن.

درسان مهمّان من هذا السقوط

يمكن إرجاع سقوط بازفيد إلى عوامل عدة، بما في ذلك التغيرات في منظر وسائل التواصل الاجتماعي ، وانخفاض إيرادات الإعلانات التقليدية، وعدم قدرة الشركة على التكيف مع منصات جديدة مثل تيك توك. ومن هذا نستخلص درسين:

التنويع: اعتمدت بازفيد بشكل كبير على فيسبوك وتويتر لنجاحه. ومع تطور هذه المنصات، عانت بازفيد للحفاظ على هيمنتها. فلو كان لديها ذلك النهج المتنوِّع، مع مصادر متعددة للحركة والإيرادات، لساعد ذلك في التخفيف من المخاطر المرتبطة بالاعتماد على قناة واحدة.

قابيلة التكيف: فشلت بازفيد في التكيّف بطريقة صحيحة مع المنصّات الجديدة، تيك توك وصعودها، وتطوّر المحتوى المرئي القصير في يوتيوب، غيّر من طريقة المنافسة. يجب أن تكون الشركات رشيقة وخفيفة الحركة تتكيّف بسهولة مع التحدّيات.

هل راقبت سقوط بازفيد؟ ماذا تتعلّم منه؟