لا يخفى على أحد الجدال الفكري المستعر الذي مايلبث عالم النفس الإكلنيني الكندي جوردن بيترسن يشعله في كل مرة في وسائل التواصل الاجتماعي عن استحالة المساواة بين الرجل والمرأة في مجال العمل، الجدال الذي سيأخذ منحى متطرف جدا في التفريق بين الرجل والمرأة والذي سيصل إلى تصوير المرأة كغاوية، ويدعوا إلى الفصل بين الجنسين في مجال العمل، مدعيا بأن النساء يؤثرن على مستويات إنتاجية الرجال وقدرتهم على العمل، ويرجع ذلك إلى الممارسات الإغوائية التي تمارسنه النساء على الرجال، من مكياج وكيفية اللباس والكلام..الخ

كقراء مهتمين بعلم النفس والمنطق والفلسفة لا يمكن أن نقبل هذا الكلام، خصوصا وأنه مبتور، وسنعتبره قراءة تحيزية لعلاقة الرجل بالمرأة في مجال العمل، لكن جوردن بيترسون لديه بعض المبررات التي تبدون منطقية للوهلة الأولى لتبرير استحالة المساواة من جهة وتأكيد غير مباشر على فكرة " مكان المرأة هو المطبخ" بل و يجادل بأن السياسات المصممة لتعزيز المساواة بين الجنسين ، مثل العمل الإيجابي وحصص التنوع ، مضللة وتؤدي إلى نتائج عكسية. من بين هذه المبررات:

  • أن مثل هذه السياسات تتجاهل الاختلافات البيولوجية والنفسية بين الرجل والمرأة ، وأنها تميز بشكل غير عادل ضد الرجال.
  • فجوة الأجور بين الجنسين لا ترجع فقط إلى التمييز ، ولكنها تتأثر أيضًا بالاختلافات في الخيارات المهنية ، وساعات العمل ، ومهارات التفاوض.
  • النساء قد يكونن أقل اهتمامًا أو مناسبًا للمهن في المجالات عالية الضغط وذات الأجور المرتفعة مثل التمويل والتكنولوجيا ، وأنهن قد يعطون الأولوية لجوانب أخرى من الحياة ، مثل الأسرة والعلاقات.

على العموم يحاول كل اتباع هذا الرأي الارتكاز على الاختلافات البيولوجية بين الجنسين، مع انه قد اثبت بالفعل تهافت هذا الادعاء في الكثير من الوظائف، لكن مع ذلك ما زال النقاش حول المساواة بين الجنسين في مكان العمل قضية معقدة ومثيرة للجدل ، مع مجموعة واسعة من وجهات النظر والآراء، تعود دوما الى نفس المبدأ وهو الاختلاف البيولوجي.

في رأيك هل الاختلاف البيولوجي بين الجنسين بالفعل يؤثر على إمكانية المساواة بين الجنسين؟ الى أي مدى يمكن تحقيق المساواة بين الجنسين في هذا المجال؟والسؤال الاشكالي الأخلاقي المهم، ما رأيك في مسألة الفصل بين الجنسين في مكان العمل؟ هل تعتقد أن المرأة تؤثر بالفعل على تركيز الرجل في العمل؟