دائمًا ما تكون نصيحتنا الأولى لصاحب المشروع هي الاهتمام بجودة المنتجات من أجل الحصول على رضا العملاء ونمو المشروع، لكن كيف لنا أن نعرف منظور وتصور العميل للجودة وتحسين منتجاتنا على أساسها؟

للإجابة على هذا السؤال ظهر ما يُعرف بالجودة المدركة أو الجودة المتصورة "Perceived quality" وهي تصور العميل للجودة الشاملة أو موثوقية المنتج وتفوقه فيما يتعلق بالغرض المقصود منها بالمقارنة مع البدائل. والتي تُختبر بواسطة الشكل، الصوت، الملمس، ورائحة المنتج.

كما يعتمد أصحاب الأعمال عليها لتحويل المنتجات التنافسية وتحسينها لجعلها أكثر تميزًا عن المنتجات البديلة، ويمكن فرض عليها أسعار أعلى من المنتجات الأخرى، وقد لا تكون مرتبطة ارتباط وثيق بالمنتج بقدر ارتباطها بالعلامة التجارية نفسها وتجربة العميل عليها.

ومن أكثر الأمثلة شهرةً للشركات التي تهتم بالفعل شركة آبل وهي مثالاً جيداً على الجودة المدركة، فهي تعمل على تصميم منتجات عالية الجودة وذات تصميم فريد وتعمل على توفير خدمات ما بعد البيع بطريقة ممتازة، وهذا بالطبع يعزز رضا العملاء ويجعلهم يتوقعون دائمًا مزيدًا من الابتكار والتحسينات.

مثال آخر عربيا وهو خطوط الطيران الإماراتية فهي واحدة من أفضل شركات الطيران بالعالم، فهي توفر خدمات متميزة بالفعل، وكذلك توفر تجربة سفر ممتعة للعملاءبداية من المقاعد المريحة وحتى المساعدة الشخصية للمسافرين.

بالطبع هدف المشاريع الأكبر هو الربح، ومن خلال الجودة المدركة يمكن دفع وتحسين الأداء المالي.

وتم تأكيد ذلك من خلال دراسة استمرت 5 سنوات أجراها الباحث كلايس فورنيل وزملائه في المركز الوطني لأبحاث الجودة بجامعة ميشيغان على 77 شركة في السويد كشفت أن الجودة المدركة أيضًا عاملًا رئيسيًا في زيادة العائد على الاستثمار من خلال التأثير على رضا العملاء حول جودة المنتج، وبالتالي زيادة المبيعات وتحقيق النمو.

السؤال المهم الآن، كيف برأيكم يمكن للمدراء مطابقة الجودة المدركة مع الجودة الفعلية للمنتج للحصول على الفائدة الحقيقية؟ وما العوامل التي تؤثر على الجودة المدركة؟