اليوم الحديث مختلف تمامًا عما سبق دائمًا ما أجد سهولة في سرد تفاصيل الأحداث بشأن مصطلح إداري، أو مواقف إدارية، أو مجريات اقتصادية حديثة. ولكن أحدثكم اليوم عن أهم تجاربي وهي إسقاط ما تعلمته في دراستي بالإدارة على إدارة أسرتي وبيتي . هل نجح الأمر؟ هل سارت الأمور على ما يرام؟ هل هناك معيقات حالت تنفيذ الأمر ؟

لطالما عانيت من فوضى عارمة في أرجاء بيتي أطفال مشاغبون، غرف دائما ما تصبح مكركبة، ولا أحد يأبه لكلامي، كأني أصرخ وأحادث الجدران .. لحين قررت التغيير .. " ألمح هنا إدارة التغيير تمامًا" بطبع كوني قائدة في منزلي فكان يجب علي التحلي بكل صفات القائد الفعّال وجدت أن التغيير يحتاج إلى تدعيم بالتوجيه والتمكين ...

لا أخفي عليكم أمرًا، لم تسير الأمور كما كنت أتوقع .. بدأت بوضع خطة كاملة تشمل جميع أفراد المنزل، وأهم ما اعتمدت عليه ووجدت نتيجة مبهرة به هو فكرة الثقة بأفراد البيت وتفويضهم الصلاحيات ... " أحيانًا الاعتماد على النفس بكل المهام يشكل ضغط ويولد عدم مسؤولية لدى الأفراد" فكان من أهم العبارات الواردة بقمة التغيير لدي ( أطفالي الأعزاء أنا مؤمنة بكم وبقدراتكم وأدرك تمامًا أنكم ستكونوا قادة وعظماء بالمستقبل وبناءً على قدرات كلٍ منكم أوكل هذه المهام لكل طرف بما يتناسب مع قدراته الفعلية ) لا يغركم الخطاب كثيرًا لأن المهام كانت ترتيب الأسِرة، وترتيب الألعاب فقط. وجدت بث الثقة بأنفسهم أعطاهم الشجاعة لطرح مقترحات أخرى مثل " هل يمكننا تحضير الفطور بأنفسنا" وهذا كان مستحيل سابقًا .

هل انتهى الأمر بطبع لا بنهاية أنا من أقود العميلة كنت موجهة تمامًا للمهام، بدأت رويدًا رويدًا إدخال بعض المهارات الجادة مثل حل المشكلات أضعهم في مواقف شائكة وأتتبع معهم طريقة حلها مع التأكيد العمل ضمن فريق فأنا أخذ الحلول الجماعية ولا أتعاطى بشكل فردي هذا تعمل على توحيد صفوف المنزل تمامًا. " وهذه من أهم المشكلات التي ألمسها حديثًا أن الأطفال كلٍ في عالمه بسبب اقتحام الهواتف المحمولة عالمهم بشكل جعل كل واحد يعيش بعالمه "

هل واجهتني مشكلات؟ بطبع هناك تنازع دائم على القيادة فأنا أريد أن أكون القائد والقدوة الحسنة لأطفالي أريد إخراج أطفال مدركين أن الأمور لا تسير بالفوضى كل أمر يلتزم ويستحق نظام محدد بحذافيره، بالمقابل نجد الأب يجد أن هذا تشدد سيولد أطفال جدين ويحرمهم جزء من متعة التمتع بطفولتهم، كون القوانين حازمة قليلًا في بعض الأحيان .

الآن فكروا معي هل القائد تكون قراراته دائم تصب في مصلحة المرؤوسين منه أم أن القائد يعتقد ذلك فقط؟ وكيف تمارسون مهاراتكم القيادية في منازلكم ومع أفراد أسركم؟!