تاجر يجرّب منتجاته في السوق بنفسه.. ما هي الأسئلة التي يجب طرحها؟

وأتساءل معكم: كيف نجرّب منتجنا في الواقع قبل إطلاقه كما فعل هذا التاجر؟ ما هي الأسئلة التي يجب طرحها؟ وما الذي يعود علينا؟

حينما نطلق منتجا جديدا في السوق فمن الجيّد أن نكون نحن أوّل المجرّبين له، لنرى مدى جودته وفعاليته، ولتنويع الآراء حول الخدمة المقدّمة يمكن الإستعانة بالأصدقاء ليقوموا بتجريب المنتج، وهذا قبل إطلاقه للعامة. ومن المستحسن كذلك عمل دراسة للسوق ولحاجياته فهذا بمثابة دفتر شروط، لقد قلت من المستحسن لكن في الحقيقة فمن الضروري عمل هذه الدراسة قبل الشروع في أي مشروع فهي تضمن نتائج جيدة.

 كيف نجرّب منتجنا في الواقع قبل إطلاقه كما فعل هذا التاجر؟ ما هي الأسئلة التي يجب طرحها؟ وما الذي يعود علينا؟

هل يقوم صاحب المشروع بطرح الأسئلة بعد إطلاق المنتج؟ أما يجب تكون مرحلة طرح الأسئلة ودراسة السوق وحاجته للمنتج من عدمها وهل الشريحة كبيرة أم أنها محدودة وما إلى ذلك قبل البدء بمجرد وجودها كفكرة . أم أنك تقصد جانباً أخر من طرح الأسئلة؟

ولتجربة المنتج في الواقع قبل إطلاقه علينا تحديد الهدف والجمهور المستهدف: يجب أن تعرف منتجك والجمهور المستهدف له لتتمكن من تحديد المنطقة الجغرافية والوقت والأدوات التي تحتاج إلى استخدامها لتجربة المنتج. وعليك تحديد المناطق التي يمكن فيها تجربة المنتج وتحديد الزمان والتاريخ المناسب لتجربته. وأيضا الحصول على الموافقات اللازمة من المسؤولين إذا تطلب الأمر. وتجهيز المواد الإعلامية والترويجية للمنتج الذي ستتم تجربته، مثل النشرات الإعلانية والكتالوجات والمنشورات الترويجية الأخرى. وعلى صاحب المنتج تحليل النتائج بدقة ومناقشتها لتحديد النقاط القوية والضعيفة في المنتج وتطويره.

يبدو أن هذا الرجل ينتهج كما إيلون ماسك فن تجريب الفكرة قبل إطلاقها مثل فيلم رأيته لأحد يدعي أنه مات حتى يرى من هم الذين سيتأثرون برحيله. برأيي فهي فكرة مبتكرة إذ أنها تضع السلعة وجها لوجه مع المستهلك النهائي لها. هو أمر شبيه بتدريت أو لربما بروفا ولكن غير سنيمائية. ومن أهم مزايا هذه الطريقة أنها تصقل المنتج وتقولبه حتى يتناسب مع توقعات المستهلكين ورغباتهم. فحتى اللحظة التي يطلق فيها المنتج فكرته، تكون هذه الفكرة إنتاج فردي وشخصي بحت يعمل صاحب المشروع على تصميمه بما يلائم الجمهور قدر المستطاع. وأما عندما يصبح في السوق وبين ايدي المستهلكين فهم لهم الحق الأول في تقييم المنتج لأنه صمم لقضاء حاجة من إحتياجاتهم. فعندما يجد صاحب المشروع أن عند المستهلكين مجموعة من الملاحظات يأخذها بعين الإعتبار فيدرس تأثير هذه الملاحظات على فعالية المنتج جددا وعندها فقط لربما يسعى إلى تعديل المنتج أو كما يقال في العالم التقني Update. قد تنقذ هذه الطريقة العديد من المنتجين من وضع منتج قد لا يتقبله المستهلكين نتيجة علة ما . إنها أفضل حتى من فكرة وضع المنتج بشكل تجريبي في السوق قبل إصداره بشكل رسمي إذ أن التجربة لها أثر وستترك إنطباعا عند الشارين خاصة في حال وجود ثغرة في المنتج. وأما عن الأسئلة التي يمكن طرحها فهي كالتالي:

• هل شكل المنتج وإختيارات ألوانه وعبوته تتناسب مع ذوقكم؟ يساعد هذا السؤال في التعرف على جاذبية المنتج ومدى شده لإنتباه المستهلكين.
• هل تجد أي ثغرة عملية في إستخدام المنتج وهنا سأستعين بمثل حدث معي. في إحدى المرات، إستخدمت واقي شمس ممتاز الجودة إلا أنه فيه خلل وهو أنه يفرغ جزءا كبيرا من الواقي في كل مرة أضغط لأضع منه. كررت التجربة فتكرر الأمر, في المرة الثالثة أحجمت عن شرائه.
• كيف هي جودة المنتج؟
• هل تشعر بأن المنتج يلائم توقعاتك 100 %؟ أو قيم درجة الرضى التي تحصل عليها عند إستخدامه.
• هل يلائم السعر ميزانيتك؟
• برأيك، ما هي التحسينات التي يمكن عملها لتحسين المنتج؟
• عل عندك أي رسالة تود نقلها لصاحب المشروع حول المنتج؟

 كيف نجرّب منتجنا في الواقع قبل إطلاقه كما فعل هذا التاجر؟

هذه الاستراتيجية بالذات أرى انها سبب نجاح شركة أبل، إذ تعطي الموظفين لديها فترة لتجريب منتجاتهم للحصول على أراء مرجعية موثوقة، وأيضًا أعرف شخص صاحبة علامة تجارية لمنتجات عضوية تخص العناية بالشعر والبشرة، وإطلاق أي منتج جديد في السوق تقوم بتجربته بنفسها والتاكد من فوائده وأنه لا يسبب حساسية ومن يمكن استخدامه وما إلى ذلك.

ما هي الأسئلة التي يجب طرحها؟ وما الذي يعود علينا؟

الأسئلة التي ينبغي طرحها هي:

• ما نتائج استخدام المنتج؟
• ما المشاكل التي واجوها عند الاستخدام؟
• ما الامور التي يمكن تحسينها لتعود بالنفع على أكبر قدر ممكن من العملاء؟
• هل المنتج يقدم فائدة فعلية؟
• وأسألة تخص الفعالية والكفاءة.
• أيضًا هل يلائم سعر المنتج السوق المستهدف؟

أما بالنسبة ما يعود على صاحب الشركة او المشروع، فهو برأيي يكسب ثقة العملاء، يكون لديه امكانية تحسين المنتج، كسب ميزة تنافسية، مصداقية اكبر، والتعرف على السوق المستهدف أكثر ومعرفة ما يلائمه.

تجربة المنتج قبل إطلاقه من التجارب الهامة، التي تجعلنا نتفادى الخسائر والإخفاقات التي لا نتوقعها. ويحدث ذلك من خلال عدة أدوات مثل :

• إجراء اختبارات من قبل العملاء المحتملين: ذلك من خلال تجريب المنتج على مجموعة من المستخدمين المستهدفين وجمع ردود فعلهم وتحليلها. فلو قلت أنني أقدم منتج يعالج مشاكل الشعر يمكنني تقديم هذا المنتج لمجموعة من الأشخاص الذين استهدفهم وأقوم بمتابعة تجربتهم بحذافيرها، فليس الهدف أن يكون كل شيء إيجابي وإنما الهدف هو تسجيل كل المشكلات بدءًا من شكل العبوة والمحتوى المكتوب على الغلاف، وطريقة تقديمها، وانتهاءً بالنتيجة التي حصلوا عليها، وما بينهم من مراحل.
• إجراء اختبارات الأداء: يمكنك اختبار أداء المنتج الخاص بك بطريقة محاكاة البيئة الحقيقية. يمكنك تطبيق مختلف السيناريوهات على المنتج لتحديد قدرته على التعامل مع مجموعة متنوعة من الظروف والمشاكل المحتملة.
• إطلاق إصدار تجريبي: يمكنك إطلاق إصدار تجريبي للمنتج الخاص بك وتتبع استخدام المستخدمين وتحليل ردود الفعل لتحسين المنتج قبل الإطلاق الرسمي.
• الاستشارة مع الخبراء: التواصل مع الخبراء المختصين في مجال المنتج الذي أقدمه ، وطلب ملاحظاتهم وتوجيهاتهم حوله. يمكنهم توفير النصيحة القيمة لتحسين المنتج.
• إجراء دراسات السوق: لتقييم توقعات المستهلكين للمنتج الخاص بك وتحديد إذا كانوا سيشترونه أو يستخدمونه.

عند القيام بأي نوع من هذه الاختبارات، يجب تحليل البيانات التي تم جمعها بعناية واستخدامها لتحسين المنتج قبل إطلاقه إلى السوق ، وتعرف هذه الاستراتيجية باستراتيجية "lean" او استراتيجية "المرونة " التي يشدد على أهميتها (ايريك ريس)