من أكبر المعضلات التي تواجهها الشركات الناشئة هو المعتقد السائد في عالم الأعمال وهو "إن لم تقم الشركات بالاستثمار بشكل كبير لتحقيق النمو فلن تزيد القيمة المحتملة للمشروع التجاري على المدى الطويل". 

يقول الخبير الإداري بول بولمان "لا يمكننا الاختيار بين النمو الاقتصادي والاستدامة، يجب الاهتمام بـ كلاهما". 

 ولكن في الآونة الأخيرة ومع صعوبة تحقيق الاستراتيجيتين معًا وازدياد المنافسة بشكل كبير، ازدادت أهمية هذا التفكير الجدلي، هل تركز الشركات الناشئة على النمو أم على الأرباح؟

في دراسة لِـ هارفرد حول الشركات وقراراتها في التركيز على النمو أم الأرباح، أشارت أن هذا القرار يرتبط بعدة عوامل، أهمها توقعات المستثمرين، حجم الشركة، وعلى طبيعة المنافسة. 

بالنسبة لاستراتيجية النمو فهي تفيد في جذب العملاء المحتملين، ضمان الحصول على المزيد من التمويل بواسطة العملاء الحاليين، الحصول على حصة سوقية أكبر من المنافسين.

لكن على الشركات التي تتبنى استراتيجية النمو خلال فترة الإنشاء أن تُعيرالانتباه إلى بعض العوامل مثل تقلب سوق الأوراق المالية، وحالة سوق العقارات، والحروب التجارية، والسياسة، والظروف الاقتصادية الأخرى يمكن أن تضيق التمويل المتاح وتجعل المستثمرين أكثر انتقائية فيما يستثمرون فيه، وبالتالي فإن الاستثمارات التي يحصلون عليها اليوم قد لا تكون متاحة غدًا.

أما بالنسبة لاستراتيجية تحقيق أرباح عالية فيجب الأخذ بعين الاعتبار أن المنافسين أكبر حجمًا، أقدر على تحقيق الأرباح، يتمتعون بحجم إنتاج أكبر، لكنها تتمتع بضمان وجود القوة التفاوضية في أي جولة تمويل أو بيع.

والآن أخبروني رأيكم في هذا النطاق، أي استراتيجية تناسب الشركات الناجحة أكثر في ظل التعقيدات وزيادة المنافسة؟ ولماذا؟