لقد عملتُ على عدد كبير من المشروعات في العمل الحر كمستقل، في مختلف المجالات ومع نوعيات متفاوتة من أصحاب المشاريع، المحترفين منهم والمبتدئين، الجيّدين منهم في التعامل، ومن يصعب إقناعهم على الدوام.

لكن الأمر لم يكن أبدًا غير ممتعٍ، حيث أن اكتساب المستقل القدرة على اختيار العميل المحترف أمر مسبّب للراحة في العامل، والغذارة في الإنتاج بشكل عام. لكن ماذا عن تبديل الأدوار؟ كيف نسيطر على الأمر لو كنّا أصحاب مشاريع؟

كيف أصدّر الجدّية للمستقلّين أو الموظفين عن بُعد؟

من خلال خبرتي، أستطيع أن أسرد مجموعة من الصفات الخاصة بمدير أي مشروع في أي مجال، والتي من خلالها أستنتج مدى احترافيّته، والتي من أبرزها:

  • جودة التواصل الاحترافي مع العاملين في المشروع.
  • التفاوض باعتدال دون تعسّف.
  • انعدام إصراره على التسعير غير المعقول عند شراء الخدمات.
  • سرد تفاصيل مشروعه بدقّة للعاملين معه.

وغيرهم.

لكن في سياق آخر، لا يمكنني أن أجد الخيط المفقود الذي يلزمني بالجدّية، فالعديد من العملاء لديهم القدرة على تحويل المهمّة أو الخدمة إلى مشروع احترافي، والبعض منهم بسبب عدم الاحترافية في إدارة المشروع يجعل الأمر يبدو أقل أهمية.

النوع الأول من العملاء دائمًا ما أشعرني بالتزام داخلي تجاه المشروع، دون أن يتّهمني بالتقصير أو أن يلوم عليّ في شيء، ودون أن يشير في البداية إلى ضرورة الالتزام، لأن جدّية هذا النوع من العملاء هي التي تصدّر لي هذا الإحساس في صمت.

لذلك أود أن أتساءل: عند إدارة مشروعي، كيف أجعل العمل جدّيًا مع المستقلّين والموظّفين عن بُعد؟ ما الذي يمكنني فعله خلال مراحل المشروع لفرض أجواء الجدّية والالتزام على التنفيذ باحترافية؟