مرَّة من المرات، قدَّمتُ على مشروع في مستقل يتضمَّن إدارة حساب مكتبة محلِّية تبيع الكتب على تويتر، وكان الهدف نشر التغريدات وجذب المتابعين. لحسن الحظ كان صاحب المكتبة ذكيًا ويريدُ التقدِّم البطيء الذي يعتمد على تقديم الفائدة، ولم يكن يُريد 10000 متابع متفاعل فهذا لا تدبّره أي طريقة قانونية!

المهم، فكّرتُ بالحساب، أي خطَّة سأتَّبع؟ تذكّرتُ واحدة من كتاب Book youself soild وطبّقتها، والكتاب مهم لمن يريد أن يوظِّف التسويق في مشاريعه من دون الإغراق فيه. وبعد انتهاء المشروع، كان الناتج:

+100 تغريدة منشورة

+15.2 الف وصول

+2986 زيارة للحساب.

الوصول والزيارات كانت طفرة هائلة عن الشهرين الأخيرين قبل استلامي للمهمّة، حيث كان مجموع الشهرين هو 6676 وصول و 1074 زيارة للحساب فقط.

المكتبة أيضًا حقّقت هدفها الأساسي، وهو بيع الكتب في تلك الفترة الزمنية.

ما الذي طبَّقته ونجح؟

واحدة من أهم الاستراتيجيات التي اتبعتها، كانت أن أقدِّم الفائدة، وأصنع النفع لكل شخص أتعامل معه في الحساب.

للجمهور العام، نشرتُ تغريدات تقدِّم معلومة مفيدة، درس أتعلَّمه من كتاب، بدلًا من الترويج للكتاب نفسه لبيعه. كما أفعل الآن. وهذا ساهم ببقاء الجمهور متفاعلًا.

لكن ليس هذا ما جعل الحساب ينمو، كانت الطفرة الكبيرة في الوصول والمتابعة، هو عندما بحثتُ عن أشخاص لهم اهتمام بالكتب، من نفس المنطقة المحلّية (لأنَّ متابعينهم سيكونون أقرب لنفس المنطقة، وبالتالي يخدمون المكتبة وبيع الكتب)

ثمَّ رأسلتُ هؤلاء الأشخاص بشأن تغريدة من تغريداتهم التي تتحدَّث عن كتاب ما. حاولتُ أن أبحث عن مساحة من الاهتمام المشترك، وشيء قاد إلى شيء. فتبادلتُ مع بعضهم رسائل أشبه بالمُراسلات الأدبية، باحوا لي فيها عن أشياء أعجبتهم في الكتاب، نشرتُ الخلاصة على الحساب، أعادوا تغريد المنشور، كسبتُ من متابعيهم!

الطفرات الكبيرة تحدث عندما تكوِّن الأصدقاء وشبكة من العلاقات الاجتماعية. لكن السرّ في ذلك أن لا تأخذ وتسأل فقط. بل أن تقدِّم وتتبادل الفائدة.

والإنترنت جعل هذا الأمر أكثر من ممكن. تستطيع برسالة بسيطة أن تذهب إلى أي شخص يشاركك الاهتمام، وتعلم أنّك ستفاد منه، وتبدأ الرسالة بـ "مرحبًا.. أنت تتحدّث عن هذا، وأنا أستطيع فائدتك بهذا..." وانتظر الطفرات!