أبحاث السوق وفهم المنافسين للشركات الناشئة، لماذا نوليها اهتمامًا؟

"ليس لدينا منافسون، لم نفكر في الأمر، لأننا الأوائل!". فهل هذا التصريح من وجهة نظرك دليل قوة أم مؤشر خطير؟

لا أعرف من قائل هذه العبارة، لكن هناك شركات ليس لديها منافسون لدرجة الدراسة مثل الشركات احتكار القلة، والتي غالبا ما تسيطر على السوق إما لندرة تخصصها، أو حصرية التوزيع لمنتج معين كأن تكون هذه الشركة هي الموزع الوحيد لهذا المنتج. ويمكن أن نرى هذا المثال بشركات مثل شركة مايكروسوفت ويمكن أن نراه أيضا بشركات مثل شركات الكهرباء، وللأسف هذا النوع من الهيمنة والسيطرة ليس بصالح المستهلك.

ما رأيك في فكرة دراسة السوق والأبحاث حول المنافسين والمنتجات والخدمات المعروضة للجمهور؟

لاشك أنها خطوة مهمة ومفيدة، وأول استفادة برأيي هي الاستفادة من خبراتهم السابقة في نفس المجال، استراتيجياتهم، الخطة التسعيرية، والخطة التسويقية، كل هذا يرسم لدينا نقاط واضحة يمكننا اتباعها ونقاط يمكننا إضافتها لمنتجنا (الميزة التنافسية) لنوفر ما لا يوجد بمنتجهم، وحل المشاكل التي يواجهها المستهلك مع المنتج الخاص بهم.

 "ليس لدينا منافسون، لم نفكر في الأمر، لأننا الأوائل!". فهل هذا التصريح من وجهة نظرك دليل قوة أم مؤشر خطير؟

كم مقلق هذا الرد. بالتأكيد مؤشر خطير يوحي بجهل صاحبه وغروره. والشركات الناشئة من وجهة نظري تحتاج إلي البصيرة والذكاء الاجتماعي حتى يستطيع المدير إدارة فريقه وإدارة شركته خلال الفترات المختلفة لسوق العمل سواء كان به منافسة أم لا.

هل نرى أن القلق من المنافسين عنصر إيجابي أم غير مرغوب فيه؟

في رأيي القلق أمر مقيت وغير مرغوب فيه، كون وجود المنافسين أمر حتمي وإن كان ظهورهم باهت أمامي فهذا لا يعني أنه لن يأتي من يقدم ميزة تنافسية أفضل مني، وبالتالي فالأفضل هو العمل والتركيز مع السوق والعملاء بدلاً من إضاعة الطاقة في القلق الذي لا يسمن ولا يغني.

"ليس لدينا منافسون، لم نفكر في الأمر، لأننا الأوائل!"

هذه العبارة هي أحد مداخل الشيطان، الذي سيبلي الريادي بالثقة والغرور حتى يجد نفسه ضحية المنافسين الذين لم يراهم من قبل.

إن المنافسين ليسوا دائما بذات الصورة التي نتوقعها، فإذا كنت أقدم تطبيق لتعليم الأطفال وهو التطبيق الأول في بلدي فهذا سيجعل المدارس منافسة لي، والمراكز التعليمية أيضًا، والمدرسين الخصوصيين .. وإذا كنت سأقدم خدمة التوصيل فإن الطفل أو الشاب المعتمد عليه في كل بيت من أجل تأدية هذه الخدمة في نطاقه هو منافس لي وعليّ ان أبحث عن نقاط قوته وضعفه وأدرس كل وضعه حتى أعلم كيف أدخل إلى سوقه وماذا أستطيع أن أقدم حتى ترجح كفتي.

و من المؤكد ان دراسة السوق هي عماد المشروع الناجح ويجب ان تتم بشكل صحيح وواقعي بعيدًا عن التخمين والحدس والاحاسيس لان هذا احد أسباب تآكل الشركات الناشئة واختفائها كونها تغفل أهمية هذه الدراسة التي تقوم بدور مزدوج هجومي ودفاعي توضح الفرص والتهديدات أيضًا ومن هنا يمكن صياغة حلول وخطط واعية تضمن استمرارية ونجاح الشركة.