أثناء بحثي عن معايير القيادة الحديثة، لفت نظري وجد تقرير حديث من مجلة Leadership Quarterly يذكر فيه وجود علاقة مباشرة بين النرجسية ومستوى الأقدمية التنظيمية. المثير فيه تأكيده أنه كلما ارتفع مستوى عملك في الشركة ، زادت احتمالية مصادفتك للنرجسيين. وكما أبرز أن النرجسيين يجدون طريقهم إلى منصب الرئيس التنفيذي أسرع بكثير من نظرائهم. 

يبدو الأمر مثيراً للقلق! هكذا بدأت النقاش مع زميلي حول الشخصية النرجسية، وقد اختلفنا حول كيفية التعامل مع المدير النرجسي؟ وهل هو من المرضى النفسيين أم من الفئات المغرورة بتفوقها؟ 

بالتأكيد الأمر مخيفًا اذا كان الموظف مجبرًا على التعامل مع مدير نرجسي في العمل! الأمر السيء أن هؤلاء الأشخاص يشعرون بأنهم أفضل من الآخرين ولا يرون أي خطأ في تصرفاتهم، بل ينتظرون الإطراء والثناء .

ولكن لماذا القلق من هذه الشخصية المضطربة؟ وهناك ما يصل إلى خمسة في المائة من سكان العالم هم من النرجسيين.!   

بالتأكيد، هناك صفات كثيرة للمدير النرجسي، يمكن لكل منا البحث عنها ولكنهم بالعموم لا يتقبلون فكرة وجود أشخاص أفضل منهم، ويرفضون الاستماع لغيرهم وتجدهم ممن لا يتعاطفون مع الموظفين ولا يتحملون النقد ويهتمون بصورة مفرطة في مظهرهم الشخصي.

ربما مررتم بتجارب مثلي مع المدراء النرجسيون، يقدمون خططا دون استشارتك فيها ثم يطلبون أفضل أداء. يلومونك ولا تجد الفرصة لنقاشهم فهم مزاجيون ولا يظهرون الاحترام.

لا تنجرف في اتجاهه! نصيحة قالها لي زميلي في القسم، لا تخرج أسوأ ما فيه، لا تتوتر ولا تتأثر به! لقد كانت هدية ثمينة لمواجهة أسلوب المدير النرجسي الذي يرفع مستويات التوتر لدى الموظفين ويؤثر في النهاية على بيئة مكان العمل ورفاهية الفرد. 

هل يمكن التعايش مع المدير النرجسي؟ المفتاح السحري هو البقاء هادئا وأن تثني على أعمالهم، هكذا تضمن عدم التأثر بنفسيته والبقاء في الجانب الجيد منه.

وهنا أتساءل كيف يمكن ان يتغير رئيسي النرجسي في العمل، وهل أنا الوحيد في الصراع معه، أليس هو جزء من مجتمع كبير؟