"واصل التعلّم واللعب": سر سياسة شركة Pixar المثيرة للجدل

استراتيجية الشركة جميلة جدا، وتراعي متطلبات عمالها واحتياجاتهم من حيث:

• حاجة الإنسان للترفيه وكسر نمط العمل التقليدي، وسط الضغط دون مراعاة حاجته للتسلية.
• مراعاة ضرورة التعلم للإنسان، وهنا الشركة فكرت بشكل ذكي وهي تنمية مهارات عمالها وهذا من شأنه أن يضاعف فاعليتهم وكفاءتهم.

وهذا يضمن لها عمال مستمرين في العطاء والتطور.

هذه الاستراتيجية من أفضل الاستراتيجيات في عملية تحسين أداء العاملين بالمنظمات المختلفة، وذلك لأن أداء الفرد يكون أكثر فاعلية إذا كان العمل الذي يمارسه أشبه بهواية، أما في حالة كان العمل روتينياً ويتميز بالرتابة والملل فإن النتائج المتحققة على أرض الواقع لا تكون بالشكل المطلوب، وذلك لأن العمل يخلو من الابداع كانعكاس لبيئة العمل الغير مشجعة على الابداع.

أرى أنها استرتيجية ذات حدين. فمن ناحية بعض الناس يفضلون أن تكون رؤيتهم ورؤية الشركة واحدة وأن يكونوا ممتصين داخل هذا النسيج بحيث يفضلون العمل في كيان واحد لفترة طويلة ويجدون في بيئة العمل التي تشبه نظرتهم وابداعهم شيئًا جيدًا.

ومن ناحية أخرى بعض الناس يرون عملهم كمرحلة يلتزمون فقط بالجزء الذي يمثلهم من العمل فقد يعمل اليوم في محاسبًا في شركة محاماة وغدًا محاسبًا في شركة رسوم متحركة ولا يجد أي فرق فبالتالي سيكون مثل هذا النظام ضاغطًا عليه ودافعًا له للدخول في نظام لا يريده بل وأيضًا قد يخسر وظيفته بسبب ذلك.

أرى أنها طريقة جيدة ولكن يجب توضيحها لكل المتقدمين حتى يستهدفوا فقط الأشخاص الذين يتوافقون معها.

الدماغ غريب، إن فهمناه فهمنا أنفسنا، وما قام به الطاقم الإداري في الشركة، هو عملية تحفيز مسارات الحب في أددمغة العاملين، حيث أن اللعب بعزز من إفراز هرمون السعادة، وهو ما يرسم مسارات في أدمغة الموظفين أن الذهاب لمكان العمل سيكون أمرا مسعدا، مما يجعل البيئة الوظيفية مرغوبة أكثر، فلا ينتظر الموظف أن تنتهي ساعات العمل بفارغ الصبر لينتهي ويعود لمنزله، مما سيجعله أكثر هدوء على كرسي مكتبه، وأكثر انتاجية.

ماذا لو كان هذا الموظف أو العامل لا يحب الرسم ولا يجد متعة في ممارسته ولو على سبيل الترفيه والتسلية.

قد يرغب مثلا ممارسة هواية أخرى محببة إليه. بالطبع أتفهم أن مجال شركة pixar هو الرسم والإبداع، ولكن على سبيل المثال أنا شخصا مثلا لا أطيق الرسم ولا أن امسك حتى القلم والالوان وأشخبط بها على ورقة بيضاء، وأتذكر أن حصص الرسم كانت تشكل ضغطا وتوترا علىّ حينما كنت طالبة في المدرسة، بينما كثير من زميلاتي كن يرونها وقتا ممتعا للراحة من باقي المواد الأخرى الثقيلة على الذهن والاستيعاب.

الاستراتيجية في حد ذاتها جميلة ومحفزة للعمل بالتأكيد، لكن أتسائل عن فكرة الترفيه المقنن هل سيفضله الجميع أم البعض منهم قد يراه استغلالا من الشركة مثلا

وفي الصدد نفسه، تعقد الشركة مجموعة من الدورات التدريبية للرسم لجميع العاملين في الشركة، 

ألا تجد أن ذلك استغلال لصالح الشركة أكثر منه ترفيه، فهي شركة مجالها الرسوم المتحركة نوعا ما قائم على الرسم وبالتالي هذا سيعزز مهارات مواظفيها وسيساعدها أيضا على اكتشاف المواهب المدفونة بجميع العاملين واستغلالها بشكل صحيح.