لم أتخيّل في يومِ ما أنني كواحدة من الموظفين التي تعمل عن بعد أو كمستقلة في عملها، أن تستيقظ مبكرًا ثم تتناول الفطور مع احتساء كوبًا من الشاي ومن ثم ارتداء الملابس الرسمية بعد ذلك أخرج من باب المنزل الرئيسي ولكنني في الواقع لم أذهب إلى مكان ما. فقط كنت استنشق الهواء خارج المنزل. ما قمت به هو طقس من طقوس الرحلة الوهمية أو التنقل الوهمي يمارسه الموظف قبل بداية, عند نهاية دوام العمل، وهو أنني أتظاهر بالذهاب إلى العمل كل يوم وذلك لإراحة الذهن والتحسين من الصحة العقلية وبالتالي تتحسن انتاجية العمل. 

يقول جيمي جولدستي، رئيس التجربة العلاجية في موقع Coa عبر موقع Healthline

"قبل الحجر الصحي ، كان لدينا وقت للذهاب من وإلى مكاتبنا كما أننا خصصنا وقتًا لساعات الغداء، والتنقل بين اجتماعات العمل والمواعيد المختلفة، وهذا يعني أن فترات التنقل الجسدي منحتنا فرصًة للانتقال نفسيًا بين أدوارنا كآباء وأمهات، ومديري مشاريع، وشركاء وغيره ".

سواء كُنا نعمل عن بعد أو مستقلين فنحن بحاجة حقًا إلى وضع حواجز بين حياتنا العملية والشخصية سواء كان من الناحية النفسية والعقلية أو غيرهما. وهذا يكون من خلال الرحلة الوهمية. السؤال الذي يطرح نفسه، كيف سنذهب في رحلة وهمية؟ ربما ما قمت به في الصباح اليوم إحدى الطرق التي يُمكن اتباعها مع الالتزام بنفس موعد الخروج كل يوم إلى جانب اتباع طرق أخرى مثل؛ الذهاب للمقهى المتواجد في المكان نعيش به، الاستماع للموسيقى، ممارسة الرياضة، الذهاب في نزهة على الأقدام، تبادل الابتسامة مع أحد الجيران أو الأصدقاء خارج المنزل وأيضًا ممارسة التأمل- كونه يرفع من أداء الموظف وفقًا لما استنتجته الباحثة فرانشيسكا جينو من كلية هارفارد للأعمال عندما طلبت من بعض الأشخاص أن يقضوا 15 دقيقةً في التأمل في نهاية كل يوم، لكن ماذا كانت النتيجة؟ أن أداء هؤلاء الأشخاص كان أفضل بنسبة 20 في المئة من أقرانهم الذين لا يمارسون التأمل.

وأنت، هل تمارس الرحلة الوهمية قبل بداية عملك؟ وما هي الطقوس التي تتبعها قبل البدء في العمل؟