ربما لعدد منا هنا مشاريعهم الخاصة أو فكرة مستقبلية في إنشاء مشروع خاص, وحلم امتلاك شركة ناجحة...وكثيرا ما نقرأ ونصادف مقالات مطولة عن أهمية العلاقات الاجتماعية بالنسبة لأصحاب الأعمال, فكيف يتم تطوير وتوسيع هذه الشبكة؟ لن أتحدث هنا عن ما تقوله الدراسات وآخر ما توصلت له الجامعات الألمانية, بل سأسترسل بتلقائية عن بعض من تجاربي الشخصية حول مشاريعي العديدة والمتعددة والفاشلة طبعا.
خذ الحكمة من أفواه الفاشلين! حسن لدي مشروعان يسيران على أحسن ما يرام لحد الساعة بفضل التجارب الفاشلة ولله الحمد.
لقد كانت بداية آخر مشروع لي لما اقترح علي أحد أصدقائي تعلم حرفة من الحرف كهواية بدل الجلوس على الرصيف, فوافقت وقصدنا أحد الحرفيين باحدى الجمعيات وهو رجل جد بسيط لم يكمل تعليمه الأساسي, وقد كان يملك خبرة كبيرة في مجال عمله والعمل الجمعوي...تعلمت من هذا السيد الحرفي الكثير بشكل غير مباشر فيما يخص مصادر التمويل وبعض الشخصيات المهمة بالمنطقة, فتمكنت من أخذ المسار الصحيح لطلب تمويل لمشروعي من احدى الجهات الداعمة, وهناك وافقوا على طلبي.
ذهبت بعدها للتسجيل باحدى الدورات التدريبية لتنمية مهاراتي في التسويق الالكتروني, وهناك أثناء تعريفنا بأنفسنا, تعرفت على فتاة كانت تود إنشاء شركة تخص بعض المواد الأولية التي أحتاجها والتي كنت أود استجلابها من شركات بمدن أخرى بتسعيرة مرتفعة, فأخذت السيدة رقمي كزبون مستقبلي مفترض, وعندما أرادت افتتاح شركتها حضرت حفلة دعت إليها زبناءها المفترضين, وبالحفل تعرفت على المزيد من الأشخاص الذين قد أحتاجهم ويحتاجوني مستقبلا فيما يخص المشروع بحكم مجال العمل الواحد.
وهكذا وجدت نفسي أنمي شبكة العلاقات الاجتماعية دون تخطيط مسبق, وأتعرف على المزيد من الأشخاص المهمين لعملي كل مرة أتعرف فيها على إنسان جديد.
في واقع الأمر فإن تجاربي عديدة بخصوص تنمية الشبكة الاجتماعية عن طريق الصدف, ولكن لأكتفي بهذا القدر فقط:
- يمكن أن يكون ذاك الشخص غير المتعلم والبعيد كل البعد عن مجال عملك هو المفتاح لانطلاقتك, ما كنت لأصل لهذا لو لم أوافق صديقي في تعلم حرفة...
-لو قررتُ البحث عن دورات تكوينية عبر الويب أو الاكتفاء بالفيديوهات, لما تعرفت على تلك الفتاة التي سهلت علي عملي.
-لو اعتذرت عن حضور حفلتها أيضا لفوتت علي فرصا عديدة.
-يمكن إضافة تبادل المصالح والهدايا والتبريكات فلا يمكن بمجتمعنا العربي أن نقيم علاقات مهنية باغفال الجانب الاجتماعي منها, كما لا يمكننا أن نأخذ طول الوقت دون أن نقدم شيئا.
الأمثلة عديدة جدا, وقد أوصلتني لقناعة عدم استصغار أي شيء, وأن التحرك العشوائي أفضل من السكون وانتظار الفرص المناسبة كما نريد لها أن تأتي لأنها قد لا تأتي مطلقا, صرت أقصد تعلم أشياء جديدة وأقبل حضور الدعوات والدورات التكوينية والندوات وحتى إن كانت لا تهمني بشكل مباشر إلا أنها دائما كانت تفتح أمامي آفاق بشكل غير مباشر بخصوص ما يهمني.
هذه تجربتي فما هي تجربتك عزيزي القارئ؟ هل توافق ما طرحته أم أنها خزعبلات؟ أتحفنا بنظرتك بخصوص العلاقات الاجتماعية بمجال الأعمال.
التعليقات