بمناسبة التوجيهي أو شهادة الثانوية العامة، قمت بعدة زيارة لتهنئة الناجحين، وكنت بعد التهنئة والإشادة بمجهود الطالب، أسأل ما الخطوة التالية، أي كليه ترغب بها؟ وأي مجال ستنطلق به؟ وقبل حتى أن أكمل كلامي في أغلب الأحيان كان الأب يجيب أريد أن يدخل كلية الطب أو الهندسة، ومنهم من يردف أكثر ويحدد التخصص فيستطرد قائلًا طبيب أسنان، أو طبيب عيون، وعن الهندسة فيتفننون بالتخصصات وعندما تسأل الأب لماذا؟ وهل هي رغبة الابن يجيب أنا أنصحه وأرشده وله الخيار..إإ، بالعلن هذا سدس الحقيقة على أفضل تقدير، أما الحقيقة أنه يجبره بطريقة ربما تدفعه لتخصص لا يناسب أمله أو قدراته ولا حتى طموحه، فيعدد الأب من وجهة نظره مزايا التخصص الذي يريده أما باقي التخصصات بلا استثناء فكلها عيوب وعن عيوبها من وجهة نظر الآباء فحدث ولأحرج.

أذهلني أن بعض الأبناء حتى عندما يناقش وله مبرراته، سرعان ما يواجه ببعض السخرية، أما زلنا نعيش هذا الكابوس؟!، بعض الشباب يرغب أن يؤسس مشروعه أو شركته الخاصة أو أن يعمل بالتجارة مثلا حتى لو بدأ صغيرًا وحتى لو كانت إلى جانب دراسته، طموح قدرته عاليًا، وأمل عززته، ودافعية أكبرتها فيهم.

رغم أن دراستهم المدرسية لم تفرد لرواد الأعمال شيئًا، بل ربما تؤسسهم ليصبح موظفًا ناجحًا على أفضل تعديل فإلى متى سنبقى هكذا؟، وإلى متى سيبقى اعتمادنا بالأساس على الوظائف الحكومية، أو حتى شركات ما تلبث أن تنهار في عامها الأول؛ فهناك مهارات لابد وأن نصنعها في رواد الأعمال الصغار كالإبداع والابتكار، التحلي بالعزيمة والإصرار، القدرة على حل المشكلات وتخطي العقبات، مهارات البيع والتفاوض، فن التعامل مع العملاء والزبائن، التسويق الالكتروني، القيادة الفعالة والإدارة بالأهداف، العمل ضمن الفريق وتحمل الضغوطات.

تلك هي أهم المهارات، وأنتم أعزائي أتوجه بالسؤال إليكم، كيف نعزز تلك المهارات في الصغار منذ نعومة أظفارهم؟، وماهي الأساليب أو التقنيات التي يمكن أن تساهم في تنمية تلك المهارات لفلذات أكبادنا على صعيد البيت أو المدرسة أو حتى الأندية والمؤسسات الشبابية؟