الاستقلال المادي، أنا أمتلك وقتي، أهرب من روتين الوظيفة.

نعم أنا رجل الأعمال

كم هي محفّزة منشورات تطبيقات "انستاغرام" و"تويتر" التي تصوّر لنا روعة حياة رجال وروّاد الأعمال.

تناول قهوتك بكل هدوء في المنزل صباحاً، أو اطلبها من "ستاربكس" أثناء ذهابك إلى مكتبك الخاص، حيث بدأ فريق الموظفين كلٌّ بمهمته قبل وصولك؛ تصل أنت وتجلس على كرسيك المريح ويمضي يوم عملك بين استقبال أحد الضيوف أو الخروج لغداء عملٍ في مطعمٍ قريب، وتعود في نهاية دوام العمل تطلب ملخّصاً بالمهمات التي أنجزها الفريق وتعطي ملاحظاتك وتعود إلى منزلك مرتاح البال.

أرجوكم لا توافقوني الرأي إذا كنت قد قرأتم السطور السابقة.

فالحقيقة مخالفة لذلك تماماً. إن حياة رجال الأعمال غارقة بالروتين، أجل حتى في السفر من بلدٍ لآخر لحضور مؤتمرٍ ما هناك روتين خاص بالسفر.

متى أصبحت مسؤولاً بشكلٍ كامل عن مؤسستك الخاصة، فأنت ستعمل وفق روتينٍ معيّن بدءاً من العمل صباحاً قبل الذهاب إلى المكتب من الرد على البريد الإلكتروني أو التحضير لاجتماعٍ ما مع أحد المدراء، انتهاءاً بتدقيق دفتر الحسابات ورصيد نهاية اليوم أو الأسبوع. نعم أنت بتّ تقوم بمهام الجميع.

تهتم بمشاكل الموظفين في العمل وخارج العمل، تلاحق أرصدة الزبائن أكثر من مدير المبيعات، تتأكد من البضائع في المستودعات.

هذه المسؤولية لا يمكن أن تدار بدون روتين خاص يسهّل عليك تنظيم دورك ودور جميع الموظفين في المؤسسة.

فالروتين هو أساس التوازن في العمل، وهو العنصر الذي نحتاجه لنطوّر أنفسنا شخصياً أو مهنياً.

فنحن لن ندرك أين كان الخطأ في عدم إتمام صفقةٍ ما إن لم نتبّع أسلوباً واحداً مرّاتٍ عدّة حتى نكتشف نقاط الضعف فيه، حينها نعرف أين يجب أن نستعمل أسلوباً جديداً، وكذلك هو يومنا في العمل، فنحن نمارس مهاماً معينة لمدة شهر أو أكثر بنفس الطريقة وبشكلٍ متواصل حتى نعرف أين يكمن الخطأ فيها أو أين يمكن تطوير كيفية أداء تلك المهام لترفع مستوى العمل ككل.

لذلك حين تسمع أحد أصدقائك يخبرك "سأصبح رائد أعمال لأني لا أحب الروتين"، أخبره بأن يستعد جيّداً!