تمثل الأزمات الاقتصادية بشتّى أنواعها كابوسًا عملاقًا لكل أصحاب الأعمال والمرتبطين بها بشكلٍ أو بآخر، بداية من الموظّفين المبتدئين وانتهاءً بروّاد الأعمال وأكثرهم خبرةً وقدمًا.

وعليه، فإن الأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية تعد واحدة من أهم الاحتماليات المهمة التي يضعها رائد الأعمال في الحسبان قبل بدء تنفيذ أي مشروع من أي نوع، وهو ما يدفعه إلى إتخاذ مجموعة من التدابير والاحتياطات المالية والإدارية اللازمة التي يحاول من خلالها حماية مشروعه، فأزمات مثل سقوط البورصة العالمية، أو أزمة جائحة الكورونا، أو أزمة الوولستريت، وغيرهم، قد أوضحت لنا مدى تأثر المشاريع بالركود والانحدار الاقتصادي، الصغيرة منها والكبيرة.

لكنني بصدد وجه اقتصادي وتنموي آخر للأزمة، حيث أننا شهدنا العديد من المشروعات والأفكار التي تكتسب ربحها من صلب الأزمة الاقتصادية، وتكون الأزمة الاقتصادية في هذه الحالة هي المحرك الأساسي للمشروع، وهي مربط الفرس الذي أكسب المشروع حيثيات تنفيذه وجوانب نجاحه وبنائه على أرض الواقع.

الأمثلة التي يمكننا حصرها في إطار تلم النقطة لا تعد ولا تحصى، وخير مثال على ذلك المشاريع والتجارات التي ازدهرت ازدهارًا عملاقًا أمام الركود الكبير الذي سببته جائحة الكورونا، والتي من ضمنها على سبيل المثال تجارة الكمامات الطبية، وتجارة المطهرات الطبية، ومشاريع خدمات التوصيل، وغيرهم.

وفي ذلك الإطار، سأشارك معكم مجموعة من النقاط التي قد تجعل من الأزمة حلًّا ناجحًا لتدشين مشروع ناجح، وأود من الأصدقاء أن يضيفوا ما يجدوه مناسبًا في الصدد نفسه.

أهم حيثيات الاستفادة من الأزمة على صعيد مشروعي الخاص:

  1. التأنّي والتفكير العميق في الأفكار المطروحة، وعدم إتخاذ أي خطوات غير مدروسة بدقة.

  2. المرونة في التخطيط لكل السيناريوهات المحتمل حدوثها خلال رحلة المشروع.

  3. ابتكار شرائح جديدة على منتجات المشروع، مثل إدخال خدمة التوصيل لمطعمنا خلال أزمة الكورونا على سبيل المثال، أو تقديم عبوّات بلاسيتيكية معقّمة لتغليف منتجات متجرنا الإلكتروني.

  4. اقتناص الفرص في المجالات الأقل عرضة للتأثر بالأزمات الساحقة، مثل المجالي الطبي والغذائي.

  5. الاستعانة بالخبراء في إدارة الأزمات وتحليل خطط المنافسين في مواجهتها.

ماذا تقترح بالإضافة لما سبق في صدد الاستفادة الاقتصادية من الأزمات بشكل عام؟