ما بين الدعايا والعلاقات العامة..كيف نبيع منتج غير موجود؟!

أعتقد أن نجاحها كان بسبب أمرين:

١. التركيز على أباطرة المال والأعمال كفئة مستهدفة.

٢. توجيه أنظارهم لأبسط درجات الاحتياجات الأساسية للإنسان وهي الصحة!

بل ربما هي أكثر الأمور التي تؤرق أصحاب الأموال، ويخشون زوال أموالهم كنفقات على صحتهم، وتجدهم الأكثر حرصا على عمل زيارات دورية للأطباء وما إلى ذلك.

ذكاءها يتلخص في قدرتها على دمج النقطتين معا، لا أعتقد أن أحدهم قد فكر في هذا الأمر، لا قبلها ولا بعدها!

أرى يا صديقي أنا احتمالية ما ترمي إليه أصبحت أكبر هذه الأيام، فإنني أظن أن العلاقات العامة واستخدام المواد والأدوات المتاحة أصبحت أهم من المنتج نفسه إلى درجة أنها أقدر على بيع منتج غير موجود، وأتحدث بتلك اللهجة نظرًا لما نعاصره اليوم من تطور تكنولوجي يخص تقنيات التسويق الإلكتروني وأدواته.

إن السوشيال ميديا والمنصات المختلفة للتواصل أصبحت قنبلة موقوتة في ذلك الصدد، ولعل خير مثال على مناقشتنا هو التلاعب بالانتخابات الأمريكية الذي تم فتح تحقيق مع رشكة فيسبوك بسببه، فذلك مثال أيضًا لإنتاج مجموعة من التغيّرات بدون أي أساس فعلي لها، ذلك بالإضافة إلى الجانب الأسوأ من الترويج الإلكتروني المتمثّل في الشائعات والأخبار الكاذبة مثلًا، أجدها كلّها مؤشّرًا أو مثالًا للترويج غير الشرعي لمنتج غير حقيقي.

المساهمة جيدة، ولكنها لم توضح مسألة المنتوج الغير موجود يا أحمد، لأنني لو لم اشاهد الفيديو الخاص بإليزابيث التي خدعت العالم لم أكن أفهم المقصود من المساهمة..

يعني الدعايا والعلاقات العامة قد تسوق أي شيء، وحتى لو خداعا وكان غير موجودا..

قصة إليزايبث إلى الآن لا أفهمها، هي بالأصل سنوات وهي تروج لمنتوج لا وجود له، ألم تخف أن يتم كشفها؟ أم كانت تنتظر معجزة كي يظهر الجهاز؟

للعلاقات العامة دور كبير وجوهري لا يمكن إغفاله، ولكن طرقهم وحيلهم أو لنقل أساليبهم لا تفلح مع الجميع، ولكنني أتساءل هل يحتاج الأمر لدراسة ما أو الالتحاق بدورات ما حتى يقدم الشخص عملًا ناجحًا في هذه الوظيفة؟

أعتقد أنني أصلح وبجدارة لهكذا مهمات رغم أن دراستي كانت في معامل الكيمياء ولكن الاسم الحركي لي (المحامي) هل الأمر معك مهارة فطرية كذلك أم أنك اكتسبتها بدراسة وقراءة؟ وهل يمكنك أن تحاول إقناع الآخرين بشيء أنت غير مقتنع به؟

وبالنسبة للقصة فأنا أرى أن السيدة هولمز لم تتمتع إلا بالاحتيال وليس الإقناع أو ما شابه، وإلا ما احتاجت هذا الجيش من المحامين.

بعد فهمي لما يحدث من قبل خبراء الدعايا والتسويق ، أصبح لا ينطلي عليا مثل هذه الأمور

نعم حينما كنت في الجامعة اقنعتني مسئولة الدعايا لإتحاد الطلبة بالإنضمام إليهم ومشاركتهم في المؤتمرات والأنشطة

ولكن بعد حوالي شهر لم استفد منه بأي شيء، تركت الإتحاد وفهمت أنهم يحاولون جذب أكبر عدد من الطلاب.

فلا أعلم كيف استطاعت إليزابيث هولمز خداع رجال أعمال كبار بفكرتها وجعلهم يقفون معها لمدة سنوات؟

لا يمكن أن يكونوا جميعًا أغبياء، ولا يمكن لها أن تخدعهم طيلة هذه المدة

أرى أن هناك جزء مفقود في قصتها جعل أصحاب الأعمال يثقون بها.

كل شيء يمكن أن يحقق النجاح بالتسويق المناسب، حتى الممثلين أنفسهم يحتاجون إلى العلاقات العامة لتسويق لأنفسهم، وكما ذكرت فإن الإنتخابات أيضًا عبارة عن لعبة تسويق.

إليزابيث هولمز، كانت تهدف لصنع جهاز قادر على اتمام كل التحاليل الخاصة بجسم المريض في دقائق معدودة ومن عينة دم واحدة، وروجت لفكرتها العبقرية وجمعت مليارات لتنفيذها.

كانت تمتلك فكرة جيدة ولكنها لم تتمكن من تنفيذها على أرض الواقع، وأعتقد أنه سوء تدبير منها وليس احتيال.

فلو تمكن من معها من أطباء وتقنيين من عمل هذا الجهاز بالفعل، لكانت تعتبر الآن أعظم امراءة أعمال في التاريخ، وتغيرت شكل الفحوصات الطبية للأبد.

وبين الحين والآخر نسمع عن الكثير من المنتجات تمكن أصحابها من جمع التمويل اللازم لصنعها، ثم فشلوا فيما بعد.