قبل فترة كنت أتصفح بعض المقالات الخاصة بعالم الأعمال وصادفت مصطلحا جديدا بالنسبة لي، وهو "الموظف الغير مرئي". تساءلت عن المقصود بهذا المصطلح وبدأت بالبحث عن معناه، وبعد عدة قراءات توصلت إلى أنّ الموظف الغير المرئي هو الموظف الذي لا يحظى بالقدر الكافي من التقدير في بيئة عمله.

أليسون موظفةً في قسم العلاقات العامة لدى أحد البنوك أنها قد كلفت بكتابةِ تقريرٍ عن تكاليف المعيشة ورَفْعها إلى الخبير الاقتصادي للشركة. وقد استغرقَتْ مهمتها كثيرًا من الوقت.الْتَقت أليسون خلاله بالخبير الاقتصادي بضع مرات كل شهر بهدف الإعداد للمؤتمر الصحفي ومراجعة التقرير، كانت الأمور تسير على ما يرام إلى أن سمعت أليسون الخبير الإقتصادي يتحدث مع رئيسها قائلا: يمكنك ترك هذا العمل إلى الفتاة التي تعمل على تقارير تكاليف المعيشة، قاصدا إياها بكلمة الفتاة. تقول أليسون أنّ وَقع تلك الكلمة كان أشبه بتلقِي ضربة قوية في معدتها، لأنها قد اشتغلت معه لأكثر من عام، ورفعت من جودة التقرير، ووسعت نطاقَ تواصُل الشركة الإعلامي، كما أنها قد قضت مئات الساعات في العمل على هذا المشروع، وعلى الرغم من كل ذلك لم يتم تقدير جهدها ولم يتذكر المسؤول عنها حتى اسمها. و هكذا من دون مقدمات وجدت نفسها غير مرئية.

أليسون ليست الوحيدة التي مرت بمثل هذه التجربة، بل يوجد غيرها الكثير ممن اختبروا تجربة الإهانة وعدم التقدير في العمل. فوفقًا لأديل بي لين، التي أسَّسَتْ معاملَ لين للتعلُّم، فإن حوالي 88 % أي 9 من بين كل 10 موظفين من الموظفين الذين خضعوا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها، قالوا أنّ أكبر شكوى لديهم من المؤسسة التي يعملون بها تكمن في «عدم تلقِّيهم القدرَ الكافيَ من التقدير مقابل عملهم». جريدة "التايم" أيضا تحدثت عن نسبة مقاربة لما توصلت إليه أديل بي لين، حيث ذكرت أن 80% من الموظفين لا يشعرون بالاحترام في أماكن العمل، وهي نسبة كبيرة جدا ومخيفة.

إن اختبار هذا النوع من المشاعر في أماكن العمل من شأنه أن يكسر قلب الموظفين، وكرد فعل على هذا فإنهم سيلجؤون إلى الاختباء والتحول إلى أشخاص غير مرئيين ينجزون الحد الأدنى المطلوب منهم للحفاظ على الوظيفة ولا يملكون أي حماس أو رغبة في التطور أو تقديم المزيد للشركة، كما أنهم لن يتوقفوا عن التذمر حول هذا وذاك، وسيعملون على نقل تذمرهم للموظفين الجدد، وبالتالي نقل لا مبالاتهم لهم.

هذا الوضع بحاجة إلى حل، لأن امتلاك نسبة معينة من الموظفين غير المهتمين بالعمل مهما كانت بسيطة من شأنه أن يخفض الأداء العام للشركة.

هل سبق لك وأن اختبرت شعور الموظف غير المرئي؟

في اعتقادك كيف يمكن للشركات كسب ولاء موظفيها؟