نبحث دائمًا عن شخص يكون متوافقًا معنا في الفكر والرؤية والهدف، ليكون شريكًا ومحل ثقةٍ في إدارة المشروع الخاص بنا. ولكن يكون متاح لنا أحد أمرين: إما أن نشارك أحد معارفنا، مثل أحد من أقربائنا أو أصدقائنا، وإما أن نشارك شخصًا غريبًا لم تربطه بنا قبل ذلك سابق معرفة. فأي المساريْن أفضل؟
مشاركة الغريب
لعل الأمر هنا لن يكون بالسهولة بمكان؛ أن يجد المرء الشخص المناسب الذي سينسجم معه على العمل، ويكون على قدر من المسؤولية والثقة المطلوبتين. ولكن الأمر سيصحبُ معه يقظة وتركيزًا في شتى الأمور والمعاملات؛ لأن أحدهما لا يعرف الآخر، لذا فسيكون يقظًا لكل صغيرة وكبيرة، كما وسيكون التعامل في إطار من الرسمية والجدية، فلن يُلقي أحدهما مهامه على الآخر، كما يحدث في الشراكة مع الأصدقاء؛ إذ يحدث كثيرًا من أن يلقي أحدهما ببعض مهامه على الآخر كسلًا، مبررًا ذلك بأن "العشم" فيما بينهم يسمح بذلك!
مشاركة القريب
إن الميزة الرئيسية من مشاركة القريب، هو وجود التقارب القوي، والذي يؤدي لـ ثقة أوليَّة بين الشركاء، توفر الكثير والكثير من طريق التعارف والانسجام. ولكني أؤمن بأن المال إذا دخل بين الأصدقاء أفسد! فالعلاقة بين الأصدقاء أو الأقارب أو حتى الإخوة، ستكون على المحك إذا حدث خلافٌ بين الشركاء، ولعلها -ولا أبالغ- ستؤدي إلى قطيعة وعداوة.
ومما يُدعّم ما أذكره، من أن المال سيُفسد بين الأحباء، مطعمٌ مشهورٌ جدًا بالقاهرة، قد حقق نجاحات باهرة في وقت وجيز، وكانت الإدارة بادئ ذي بدء تظهر وأنها وحدة واحدة متلاحمة. ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن؛ إذ صار خلاف بين الشركاء قد ظهر على العلن، واتضح أن الإدارة تتكوَّنُ من اثنين من الأشقاء! فأدَّى أمر الخلاف إلى فضّ الشراكة، وسلّم أحدهما مقاليد المطعم إلى الآخر، ولحد الآن يبدو الأمر عاديًا، ولكن المشكلة فيما هو آتٍ، إذ قام الأخ الذي ترك المطعم الرئيسي، بفتح مطعم آخر بنفس الاسم تقريبًا بجانب المطعم الرئيسي ليُنافس أخاه! فكان من الممكن أن أتفهّم الأمر لو قام بفتح مطعمه الخاص الجديد في مكان بعيد كليًا عن مكان أخيه؛ إذ أن نجاح أحدهما سيعني فشل الآخر ولابد! لأن المطعمين بجانب بعضهما البعض بالفعل. وإذا بصفحتيّ كلا المطعمين على موقع فيسبوك تتراشقان، كلٌ منهم يزعم أنه صاحب المطعم الرئيسي الذي ينبغي أن تقصده الزبائن! فلا أدري كيف لهؤلاء الإخوة أن يتقابلا في الجلسات العائلية؟
ما الحل لخفض نسب القطيعة بين الشركاء المعارف؟
أرى أن الخلاف وارد بلا شك، لذا فوضع دستور في بداية العمل، يتحاكم إليه الشركاء حال الخلاف، ويجب أن يحتوي كيفية فض الشراكة بكل تفاصيلها؛ وذلك لفض شراكة بلا قطيعة!
أيهما تُحبّذ.. الشراكة مع قريب أم مع غريب؟
هل ترى جوانب أخرى لم أتطرق لها في كلا الشراكتين؟
هل ترى حلولًا أخرى للخروج وفض الشراكة بمعروف لا عداوة؟
التعليقات