بالتأكيد لكل فرد منا تجربة تطوعية، لكن للاسف بعد أن قمت بالعديد من التطوع وصلت لمؤسسة وكان مدير المؤسسة من أحد المعارف فنصحني بعدم التطوع، لأن بقانون التطوع العالمي لا يوجد شيء اسمه تطوع بمجاناً فقط من أجل الخبرة بل يكون هناك برامج مخصصة للتدريب للخريجين من الجامعات مقابل عائد مادي بسيط بالنسبة لرواتب في المؤسسات.

بالاضافة أنني لاحظت اجهاد بعض المتطوعين والاعتماد عليهم في الكثير من الأعمال. بحجة أنك تريد اكتساب الخبرة والتعلم ، مما يجعل الكثير من الموظفين يثقلون كاهل المتطوع ، مما يؤدي لإرهاقه وتوقفه عن العمل التطوعي.

قد تستغربين إن قُلت لكِ لا أذكر أنني تطوعت في يومًا ما ، أعلم أن التطوع مهم وأن من الممكن أن نصقل مهارتنا والتطوير من أنفسنا وإكتساب خبرة ، كما يُمكن استثمار أوقات فراغنا .

لكن في هذه الأوقات ونتيجة إنتشار البطالة بشكل غير مسبوق ، أشعر بأن العمل التطوعي أصبح مضيعة للوقت !

الواسطة ، المحسوبية ، عدم تقدير جهد الشخص ، جميع تلك العوامل ، قد تجعل الخريج بألا يتخذ خطوة ما نحو التطوع .

هل لك تجربة تطوعية ؟

نعم، تطوعت فى أكثر من مكان سواء كعمل خيرى وقد كان

فى جمعية رسالة وهو بهدف المساعدة والثواب، و أو Student Activity والذى يسعى لتعليم الغير بهدف صقل المهارات!

وفى الناحيتين تعلمت واتسعت دائرة علاقاتى، وتحسن أسلوب حديثى، وتعلمت القيادة والتواصل!

هل فائدتك خبرتك التطوعية فى العمل فيما بعد؟

لم أبدأ عمل بعد، لكن فى إحدى المرات كنا نتعلم كيفية التواصل مع المريض، وكان يطب علينا سماع شكوته ومحاولة وضع التشخيص، وقمنا بالتطبيق على مرضى حقيقيين لدينا فى المستشفى وأغلبهم كان من البسطاء لذلك أجد التواصل مع مريضى بشكل جيد ومرح لأنى اعتدت على ذلك من التعامل مع حالات الجمعية.

أتفق معكِ أختي زينب، لم يعد العمل التطوعي في وقتنا الحالي من الرفاهيات، فكما ذكرتِ يحتاج العمل بعد التخرج إلى خبرة مسبقة، بل وإلى مهارات تواصل وغيرها الكثير من المهارات، وهو ما يقف عقبة أمام الكثيرين لإيجاد فرصة عمل جيدة وبشكل سريع في بداية حياتهم المهنية.

وقد كنتُ واحدة من هؤلاء للأسف لعدم انتشار ثقافة العمل التطوعي بشكل واسع في الفترة التي كنت أدرس فيها بالجامعة، ولكن بعدما تخرجت أدركت أهمية العمل التطوعي ودوره في صقل شخصية الفرد وإعدادها لتحديات الحياة المهنية.

المهم فقط في التطوع أن يختار كل طالب بعناية المجال الذي يتطوع فيه، فلا يكون الأمر عشوائيًا، بل يختار التطوع في نفس مجال دراسته، أو في المجال الذي يهدف للعمل به بعد التخرج، مثل أن يتطوع في العمل ضمن فريق الموارد البشرية أو فريق تصميم الجرافيك، أو فريق العلاقات العامة..إلخ، ، وذلك حتى يعود العمل على غيره وعليه هو أيضًا بالفائدة، ولا يكون بمثابة تضييع الوقت.

شخصيتي ليست مع الأعمال التطوعية أبدا، أنا سأكون صريحة يا زينب وجدت العديد من الأعمال التطوعية ولم أحضرها، قد تكون الظروف المحيطة مثلا هي التي كانت تمنعني وأجده أمرا ليس مجديا، مثلا في حيي يكون هنالك تجمعات للأحياء الأخرى، ما أراه ليس تطوعا من أجل التطوع والخير، بل فقط كطريق للتعارف وتبادل الأرقام بين الشبباب والشابات، لذا كنت اجد هذه الأعمال ليست في محلها..

لهذا أخذت هذا منذ صغري أن الأعمال التطوعية لا توافقني أبدا، ولو كانت ذا مهارة عالية أو ستكسبني إيجابيات عالية..