أتعلم شيئاً... لم يُروَ بعد؟

فلست نوحاً على السفينة،

ولا يوسفَ في البئرِ،

ولا ذاك الذي التفت وراءهُ في سدومَ، فصار حجراً من صمتٍ وحذرْ!

وما أنت داود، ولا سليمان،

ولا حاملاً لمفتاح الكنز المدفون منذ الأزلْ،

لكنك أنت... نعم أنت!

من كُتب اسمهُ في اللوح، في ساعة سهوٍ من قَدَر!

أتعلم سراً؟

أن القمر لا يُضيء إلا إذا عانق عتمة الليل،

وأن الدعاء لا يُرفع إلا إذا جفّت في قلبك كلّ السُبل!

وأنك مهما طفت الكواكب،

وسجدت على رمال الكعبة،

وبكيت عند مقام الجلال،

لن تُغفر خطيئتك...

ما لم تَذُب كلياً،

وتُبعث من رمادك مثلما بُعث الحجر!

أيها التائه بين الأسطر،

تمهَّل قليلاً...

فالصمت ليس ضعفاً، بل استعدادٌ لانفجارٍ لم يُكتب بعد!

والظلمةُ ليست عدوك،

بل رحمٌ يُنبت النور... لمن صبر!

تذكّر:

أن البحر انفلق،

والعصا أزهرت،

والنار صارت برداً،

حين وقف قلبٌ واحدٌ... وصدق ما وعد الرحمن!

أتعلم سراً؟

أنك أنت القصة،

لكن الصفحة لا تُفتح،

حتى تُدمي إصبعك بندمٍ صادق، وتكتب بها الشطر الأخير...

"وعاد إلى ربه... تائباً من غير عذر."