"المسألة في الحُب، ليس فقط أنه يجعل الإنسان سعيدًا، هذا تبسيط مضلّل، الحقيقة أن الحُب يُنهي كل أسئلة الإنسان تجاه نفسه، القلق بشأن المظهر، انعدام الثقة بالنفس، النظرة الدونية للذات، العلاقة المرتبكة مع الجسد، كل حفر الروح المؤلمة هذه يردمها الحب كأن لم تكن، يردمها ويجعل أرضية القلب خضراء وجاهزة لاستقبال أي سعادة، فترى العاشق يفرحهُ أي شيء بسيط ولو زقزقة عصفور أو لعب طفل

أو حتى الفراغ، يفرحه الفراغ!

لذلك، عندما تعبث بقلب إنسان أو إنسانة بدعوى الحب، وتدخله تلك الجنة الوهمية ثم تخرجه منها فجأة فالموضوع أكبر من حزن عابر هو لا يصبح حزيناً، هذا أيضا تبسيط مُخلّ، ما يحدث حقيقةً أن كل الحفر القديمة في نفسه تعود لتظهر مرة أخرى ومضخّمة عشرات المرات هذه المرة، يعود قلقه ونظرته الدونية لنفسه، وأسئلته التي تؤلمه، كل هذا يعود وبزخم أكبر

الحياة، كل الحياة تدور حول أن يحبك شخص واحد فقط، تكتفي به ويكتفي بك، لذلك لو لم تكن ترى في الشخص المقابل اختيارًا مناسبًا ودائمًا فلا داعي حقيقةً للعبث بالناس"