ترعبك فكرة الخروج من دائرة المؤلوف -إنه لواضح في عينيك التي تدور في رأسك- كلما بدأت أفكار التفسخ تتسرب إليك بدأت بالتعرق كما لو أنك ترتكب جرماً شنيعاً، تبدأ بالنظر عن يمينك و شمالك خوفا من أن يفطن بك أحد فتكشف نواياك الدفينة... يصيبك الذعر كأنك مقدم على ارتكاب "المعصية الكبرى" . ما الذي يخيفك بالذات ؟ سقوط تلك الصورة النمطية عندك ؟ أهذا ما يخيفك أم أنك تخشى البقاء في العراء ؟ تخشى أن تبيث دون معتقد، دون انتماء،
حب و أسطورة
عندما ألقت "افروديت" في صدري جمرة الصبابة، ظننت أنه بإمكاني أن أطفئها إذا ما ألقيت بنفسي في بحر "بوسيدون"، ظننت أن اللعنة التي حلت بي ستفك عقدتها إذا ما توسلت لإله الأنهار و المحيطات... غير أن الغريب في الأمر أن الموج في كل مرة يقذفني فوق شاطئك، لأكون و لمرات أخرى عبدة على يابستك، ساجدة لجبروتك، أسيرة لنظراتك الطاغية و لنعيم شفتيك المقدسة. فلو خيروني عما إذا كنت أفضل الإنتشاء بالخمر أم بشفتيك لاخترت دون أدنى تفكير "شفتيك"، فأنت خمرتي،
عبث بلا حدود
ثم إنك في كل مرة ستبحث فيها عمن تكون، ستعود أدراجك خالي الوفاض. ستظل تجدد هذا البحث حتى تفنى وتصبح وجبة دسمة للديدان. ستصاب بجنون "البرانويا" في كل مرة تطرح فيها السؤال -هذا السؤال اللعين اللامتناهي- الذي سيفتح في وجهك صندوق باندورا، "من أنا؟". السؤال الأكثر فتكا و شراسة. ستحرم من العيش بسلام وانت تحاول ان تجد جوابا مقنعا… لا تنس أنك نتاج ماضٍ، ماضٍ كان يحاول الإجابة عن ذات السؤال، ليقع في المعصية بالاقتراب من ''شجرة المعرفة''. لتعرف من