عندما ألقت "افروديت" في صدري جمرة الصبابة، ظننت أنه بإمكاني أن أطفئها إذا ما ألقيت بنفسي في بحر "بوسيدون"، ظننت أن اللعنة التي حلت بي ستفك عقدتها إذا ما توسلت لإله الأنهار و المحيطات... غير أن الغريب في الأمر أن الموج في كل مرة يقذفني فوق شاطئك، لأكون و لمرات أخرى عبدة على يابستك، ساجدة لجبروتك، أسيرة لنظراتك الطاغية و لنعيم شفتيك المقدسة. فلو خيروني عما إذا كنت أفضل الإنتشاء بالخمر أم بشفتيك لاخترت دون أدنى تفكير "شفتيك"، فأنت خمرتي، بك أروي عطشي، بك يشفى غليلي، و بك تعود إلى الحياة كما لو أني أنهل من بحر "آية".

إني و بعد هذه الكلمات، أدرك يقينا أني غارقة في مستنقع الخطيئة، منغمسة أشد انغماس في وحل الشهوة و النشوة، لكني مع كامل أسفي على نفسي أصبحت مدمنةأشد إدمان، مدمنة و إدماني "أنت"، خطيئتي و لعنتي كانا "أنت". إني مهوسة، مستلبة و محتلة، فحتى عند نظري إلى المرآة أبحث عن ملاحمي فيك كلما أردت أن أراني توسلت إليك...

إلى متى سأبقى على حال كهذا، سجينة نار ملعونة و مذنبة، سجينة خطيئة "ديسمبر".

كل الأبواب موصدة، و لا شيء اسثنائي، فقط، روحي معلقة على شجرة معبد بوذي، خارج أسواري وداخل منطقتك المحرمة، يعلق عليها الزوار أمانيهم، فتتحقق أمنياتهم و تبقى أمنياتي معقلة... لا شيء استثنائي؛ ملامحي احتلتها ملامحك غصبا و نظري المشتت يبحث كاليتيم عن وجهك بين المارة و كالعادة يصاب بالإحباط. - أخبرني أحدهم أن لعنات "ديسمبر" تدوم مئات السنين، فكيف سأعيش بقية سنيني و

معي هذه اللعنة؟

و الآن، ها أنا مجددا على عتبات الخيبة أقدم لنفسي التعازي مرة و ألعنها ألف مرة على تمردها و خيانتها لي... ألعنها على هجرانها لي لتصبح رهينة على حدود أجنبية لكيان وهمي، على أرض عقيمة ينبث فيها، فقط، شجر الزقوم... على هذه الأرض، تائهة أبحث فيها عن طريق العودة و عمن أكون.

فكيف لا ألعن نفسي و أنا التي ظننت أن السم الذي توغل إلى جوفي عسلا، و كيف لا أسخط على ما أصبت به نفسي بعدما تحللت من هويتي في سبيل أن أكون جارية من جواريك ظننا مني أني سأصبح يوما "شهرزاد"

كيف لا أموت و أنا أقرأ كتابك المسموم أقلب صفحاتك الفارغة حتى أصاب بالهيستيريا ثم أرجوك أن تفك قيدي...

كيف لا أموت و "أفروديت" من لعنتني!

حتى عنما أكتب عن الحب أكتب بشكل مختلف

تقبلوا مروري