أنا حزينٌ يا صديقي. أعرف أن شيئًا لم يستدعِ الأسى، ولكنّي أفعله بلا اختيارٍ، ولا رغبةٍ بطبيعة الحال. أقول ذلك؛ لأنك تهتم بسماعه، ولا أطلب منك ما فوق ذاك.

نحن صديقان؛ لأننا نتبادل الاتّكاء والأسف، ولأننا -بصورةٍ متقاربة- نملك مساحاتٍ من الأمن الفريد. فقط، في شكوى كلينا لصاحبه حبلٌ يسحبه من أعمق كهوف المحيط إلى قاربه الرفيق.

أنا حزينٌ يا صديقي مرةً، وفَرِحٌ بك آلاف المرّات. مُبعَدٌ عن راحتي بالكَدَر، ودانٍ منها برفقتك الحنون. أنا يا صديقي مُثقلٌ بأشياءَ أتت، ومُتخفِّفٌ كثيرًا بأنك أتيت..