في الحياة توجد معوّقات أم مُسهِّلات؟ سؤال قد يبدو بسيطًا، لكنه في حقيقته سؤال عميق، لأن الجواب عليه يحدّد نظرتنا للحياة كلّها. قد يظن الإنسان أن الحياة إن كانت سهلة فهي خير، وإن كانت صعبة فهي شر. لكن هذا الفهم قاصر، لأن الحياة في أصلها اختبار. قال الله تعالى: ﴿لقد خلقنا الإنسان في كبد﴾ أي أن التعب والمشقّة جزء من طبيعة هذه الحياة، لا خلل فيها. ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: «الدنيا دار ابتلاء، لا دار جزاء»
زر إيقاف التشتيت في القرآن الكريم
التشتيت لم يعد أمرًا نادرًا؛ أصاب الكبار قبل الصغار، ولم يتركنا حتى في صلاتنا ولا في تفاصيل حياتنا اليومية. أفكار متضاربة، لا تقترب من بعضها بقدر ما تتصادم، تدفع صاحبها إلى تساؤلات لا تنتهي، وتسلبه التركيز في الحاضر، ولا تريحه من الماضي، ولا تمنحه طمأنينة للمستقبل، حتى يغوص في بحرٍ من التيه. وقد عشتُ هذا التشتيت بنفسي، وسئمت منه. بحثت عن حلول كثيرة، فلم أجد ما ينفعني، حتى تملكني اليأس، وقلت في نفسي: لعلّي أتقبّل هذا الوضع. لكن سرعان ما
التأثر والتأثير في الإنترنت: بين الوعي والانجراف
في حياة الإنسان، لا يمكن إنكار وجود التأثير والتأثر، فهما جزء أساسي من تكوين الشخصية وبناء الفكر. فالإنسان يتأثر بمن حوله، كما يؤثر في غيره، سواء أدرك ذلك أم لم يدركه. ومع تطور الزمن، لم يعد هذا التأثير مقتصرًا على الأسرة أو المجتمع القريب، بل اتسع ليشمل فضاءً أوسع يُعرف اليوم بالسوشيال ميديا والإنترنت. في العصر الرقمي، أصبح التأثير أسرع وأقوى، حيث يتعرض الصغار والشباب يوميًا لكمٍّ هائل من المحتويات والأفكار المختلفة، بعضها نافع، وبعضها يحمل تأثيرًا خاطئًا قد ينعكس
رحلة الفلسفة: للجميع، للعقل، وللمسلم الواعي
الفلسفة ليست حكرًا على فئة معينة، لكنها أداة متاحة لكل إنسان لفهم الحياة بعمق، وتحليل تفاصيلها، والتنقل بين أفكارها المختلفة. للأسف، فهم الفلسفة عند الناس اليوم غالبًا مختل أو محدود، ويمكن تقسيمه إلى ثلاث فئات: الفئات الثلاث: 1️⃣ المجموعة الأولى – فهم خاطئ عن طريق المساعدة: يرون الفلسفة كوسيلة لإثراء الآخرين، حتى لو بالخطأ، كمحامٍ يدافع عن قضية فاشلة. هذه الفئة تركز على الشكل أكثر من الجوهر، وتفتقد الفهم العميق للفلسفة كأداة للتفكير الصحيح. 2️⃣ المجموعة الثانية – المتدينون السطحيون:
ماخلف الستار من طرق التكسب والاهداف
هدف الإنسان منذ القِدم هو الحصول على السكينة وراحة البال، وقد استطاع الناس قديمًا أن يتكاملوا في حياتهم، فيفيد بعضهم بعضًا دون أن تتحول العلاقات إلى صراع مصالح. لكن مفهوم السعادة في الكسب تعرّض للتحريف، فأصبح في ظاهره وباطنه كسبًا على حساب الآخر، وجمعًا للأموال لإشباع الرغبات والملذّات، ثم غُلِّف هذا كله اليوم باسم التخصص. تحوّل التخصص إلى معيار للتفاضل بين الناس، وسُجنت العاطفة باسم العقل، وأخذت الأعمال طابع التمييز والتفريق، حتى بين الأخ وأخيه. وأصبحت الدراسة ونيل الرتب والشهادات