إذا كنت في آخر سنة دراسية لك في الجامعة، شهور فقط تفصلك عن استلام شهادتك التي انتظرتها منذ سنوات وانتظرها أهلك، لتنطلق نحو عالم العمل والوظيفة والراتب وربما التخطيط للإرتباط بعدها، أو تحقيق حلمك في السفر في إحدى إجازاتك أو جمع مبلغ معين من ذلك الراتب لتنشأ مشروعك الخاص أو غيرها من الأمور التي تخطط لها فور استلامك لشهادتك وبداية مرحلة جديد من حياتك. لكن ولسبب معين ( تخيل أي سبب يعجبك) تستلم بدل تلك الشهادة قرار فصلك من الجامعة. مالذي تستفعله، تقرره، تحسه، وماذا عن كل سنوات الدراسة التي قضيتها في الجامعة كيف ستنظر لها وكيف ستنظر إلى تخصصك الذي ضاع منك؟
مالذي يمكنك فعله إذا طردت من الجامعة في آخر سنة لك ؟
أقوم بنفس الامور التي كنت أخطط لها بالضبط ، لكن أغيّــر مسار الخطة .. ألجأ فوراً لتأسيس عملي الحر على الانترنت .. اتعلم مهارة تجعلني أقوم بإنجاز اعمال ، وبدء سلسلة الربح التي كنت أخطط لها بعد التخرج ، كأن شيئاً لم يكن ..
الحياة لا تتوقف ابداً عند أحد ، او عند موقف من مواقف الخسارة ..
الحزن مهم في مثل هذه المواقف .. ومن الضروري الشعور بهذا الفشل بعمق ، لانه سيكون أكبر دافع لتحقيق نجاح مدهش وغير مسبوق .. فقط إذا كان هذا الشخص لديه ارادة حديديـة فعلاً ، وليست ارادة لحظية ثم تتبدد فيما بعد ..
حصلت معي تمامًا. كنت على مقاعد العام الدراسي الأخير في الجامعة عندما جاءني الخبر: شُعبة الإمتحانات أخطأت عندما طرحت اسمي مع الأسماء التي يحق لها دخول الدورة الامتحانية الفائتة، وبناء عليه سيتم شطب المواد التي قدمتها في تلك الدورة ونجحت بها (القانون الجامعي يقول: لا يحق للطالب أن يستفيد من الخطأ الإداري ويُعاد الطالب إلى الوضع الذي كان عليه قبل الخطأ) ومن ثم (بناء على حياتي الجامعية) أعتبر مستنفذًا لفرص التقديم إلى الإمتحانات ولا يحقّ لي المتابعة.. وبهذا الشكل أيضًا بات يترتب عليّ الإلتحاق بخدمة العلم (السوري!)..
كل هذا دفعني إلى سحب أوراقي من الجامعة، وأنا الآن في تركيا لأتابع دراستي بعد إنهاء كورس اللغة.
Hadi is Free
بغض النظر عن كوني سأقيم أحتفالا بمناسبة تخلصي من لعنة حياة الطالب الجامعي، سأبدأ في حياتي قبل 6 اشهر
فعليا دراستي الجامعية "التي ساكمل بها لاحقا باذن الله" هي مجرد مرحلة انتقالية ومرحلة اكتساب خبرات حياتية عامة، بالاضافة لتعلم الاختصاص الذي دخلته... اما مستقبلي المهني فمن الغباء ان اعلقه في مجال واحد، اما هو او لا شيء.
سيبقى لدي خبرتي في الترجمة "راتب المترجم افضل من راتب المهندس المبتدئ هنا، عدا عن تكاليف العمل بالنسبة للمهندس وغيرها"
يمكنني تنمية مهاراتي في البرمجة "رغم انني لست مهتما بهذا المجال الان" ولكنه مجال جيد لحياة جيدة مستقبلا
يمكنني ان اذهب لغير جامعة وابدا من جديد، اعتقد بعد خمس سنوات من السهل ان انهي السنوات الاولى الثلاث على الاقل دون جهد يذكر.
قد تكون فرصة جيدة لتغيير الاختصاص... على الاغلب سأترك الهندسة واتوجه للادب الانكليزي، او التعليم.
سأنظر للأمر بشكل إيجابي..فشهادتي تحكم علي أحيانا -من جانب الناس- بالعمل في وظائف معينة خاصة بما درسته
كلام من هذا نسمعه دوماً
هل درست كل هذا حتى لا تعمل في مهنتك..هل تصرف كل هذه المصاريف حتى لا تعمل في مهنتك..إلخ
خاصة إن كنت دخلت كلية عن طريق التنسيق -أي فرضت علي ولم أدخلها حباً بها- فسيكون الأمر إيجابي عند التفكير في العمل بشكل حر (كأفتتاح مشروع أو تأسيس شركة أو مصنع إن كان لدي مال..أو العمل في أي مكان ليس له علاقة بما درست لكن أحبه)
سيكون الأمر مفتوح بالنسبة لي من حيث العمل..فالوظيفة عادة تحكم علي براتب معين يزداد ببطئ وربما لا يصل للمبلغ المطلوب
الشهادة تقيدني -من حيث المحيطين بي والضمير وكتم العلم..إلخ- فإن إنزاحت إنزاح عنها الكثير
أبدا لم يضع منك شيء اذا تم فصلك من جامعة معينة هي الخسارة جزئية حيث تتمثل في خسارة سنة دراسية و هذه ليس بالخسارة الفادحة
حيث يمكن في السنة القادمة ان تلتحق بجامعة أخرى تدرّس نفس الاختصاص و تتخرج فقط الامر سيتأخر سنة .. كذالك اذا كان الفصل من كل
الجامعات الحكومية
عندها يمكن ان تلتحق بجامعة خاصة و تتحمل مصاريف سنة فقط للتخرج و انتهى الامر لماذا كل هذا التعقيد :)
اذا على العلم الذي اكتسبته فهو لن يضيع بإذن الله، وبصراحة أنا اعتزّ بالذي تعلمته ذاتيّاً أكثر من ذاك الذي أخذته في تخصصي الجامعي، ولكن سيبقى الألم على الشهادة، ولا يمكن أن انكر اهميتها.
أول ما سأفكر به هو اخذ شهادات عالمية موثوقة، (افضل من شهادتي تلك -.-)، سأسعى لآخذ شهادة دبلوم GED، وبعدها التحق بأي برنامج تعلم عن بعد معتمد عالمياً -ربما لتخصصي أو آخر أحبه-، مثل تلك التي تطرحها جامعة ماري لاند (Maryland) الامريكية، وإن أردت دخلا مادياً قبل أن أنهي الدراسة، بإمكاني أن أعمل بجانب دراستي وذلك اعتماداً على مهاراتي التي اكتسبتها سابقاً.
مالذي ستحسه؟
سأحس بالمرارة والظلم وربما ببعض الاكتئاب (لكثرة ما يعتريني هههه) إذا كان السبب لا يستحق هذا القرار, أما إذا كنت أنا السبب بشكل من الأشكال, اممممم, حسنا سأحس أيضا بالمرارة والاكتئاب لكن يمكننا حذف الظلم :)
ماذا عن كل سنوات الدراسة التي قضيتها في الجامعة كيف ستنظر لها وكيف ستنظر إلى تخصصك الذي ضاع منك؟
أنا من المؤمنين بأنه ما من مهارة أو خبرة أو علم أو خوض أي تجربة عموما إلا وسيخرج المرء منها بالفائدة وحتى السيء منها, (على سبيل المثال قد أنزعج من طريقة مضغ أخي المزعجة جدا في تناول الطعام ولكن علمتني هذه التجربة تناول الطعام بطريقة لائقة بلا أصوات بل وصرت أراقب طريقة أكلي دائما وهذا حسن من طريقة تناولي للطعام ومن مظهري بين الناس, قد أنزعج أو أتأذى من بعض الناس ولكن أيضا ستزداد خبرتي في التعامل مع الناس وسأصبح أفضل في العلاقات الإنسانية. صدقا لا أعتقد أني سأكون ما أنا عليه اليوم إن زالت التجارب السيئة من حياتي). لذا لن أحس بضياع تعبي في الدراسة لأني لا بد وأن أستفيد من خبرتي التراكمية في دراستي الجامعية سواء في المجال العلمي أو الاجتماعي وغيره ولا بد من أني سأستفيد من هذه الخبرة في يوم من الأيام وربما في أعمال لم أتوقع لها صلة بخبرتي وبالتالي ستزداد أفضليتي على منافسيَّ وربما هذا ما يفسر نجاح أصحاب التجارب الكثيرة.
مالذي ستفعله؟
حسنا, أعتقد أنه لاخيار أمامي إلا ببدء مشروع تجاري معين سواء كان برأس مال من عندي أو بدين أوماشابه أو أن أتوجه للأعمال الشاقة جسديا نوعا ما لكنها لاتتطلب شهادة جامعية وقبل كل هذا سأفتش عن شغفي وأحاول استثماره في العمل فهذا سيضمن لي السعادة في العمل وكذلك سيجعل جودة عملي عالية.
التعليقات