في نظامنا التعليمي، يُعتبر مجموع الثانوية العامة هو العامل الحاسم والأوحد في تحديد الكلية التي يمكن للطالب الالتحاق بها. وبذلك يكون مجموع الدرجات هو المعيار الأساسي الذي يحدد مستقبل الطلاب الأكاديمي. غالبًا ما يُقال إن هذه الطريقة هي الأكثر عدالة وشفافية في توزيع الطلاب على الكليات المختلفة. لكن، هل الاعتماد على هذا المعيار فقط يحقق العدالة الكاملة؟ هل مجموع درجات آخر سنة دراسية هو المقياس الأفضل لقدرات وإمكانات الطلاب؟

هذا النظام يتجاهل جوانب أخرى مهمة في شخصية الطالب. فعلى سبيل المثال، هناك طلاب يمتلكون مهارات وإبداعات في مجالات معينة لا يمكن تقييمها من خلال الامتحانات التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك طلاب يعانون من ضغوط نفسية أو ظروف شخصية تؤثر على أدائهم في امتحانات الثانوية العامة؛ مما يجعل مجموعهم لا يعكس إمكاناتهم الحقيقية. وقد رأيت حالات كثيرة ممن كانوا متفوقين طوال فترة دراستهم، وأصابتهم ظروف خلال السنة النهائية، وضاعت عليهم فرصة دخول الجامعة التي يرغبونها.

وكما تعلمون، فهناك دول كثيرة تعتمد على أساليب أخرى لاختيار الطلاب المناسبين للالتحاق بالكليات، من بينها: الاختبارات القياسية الموحدة، والمقابلة الشخصية، والأنشطة، والمشاريع.

برأيكم، كيف يمكن تحسين نظام القبول ليصبح أكثر شمولية وعدلا؟