يُقال إن المعلم الجيد هو من يخبر التلاميذ أين ينظرون ولكنه لا يخبرهم ماذا عليهم أن يروا.

في السنة الأولى لي في الجامعة، طلب منا المُدرسون تقسيم أنفسنا إلى مجموعات على أن تتناول كل مجموعة درس من دروس المنهج لتقوم بشرحه لبقية الطلاب عن طريق عرض تقديمي. لم أصدق ما أسمع حينها، وانتفضت قائلة: كيف سنشرح شيئًا لا نعرف عنه ولا ينوي المدرس أن يقول بخصوصه شيئا؟

فقط الكتاب ونحن ومجهودنا الشخصي. حين كنا مضطرين لفعل ذلك بسبب الدرجات التي بيد المدرس، بحثنا وفكّرنا وناقشنا وتحاورنا وأضفنا لبعضنا حتى تمكننا من الشرح فعلًا وأثبتت التجربة نجاحها. أكاد أجزم أن هذا الدرس الذي تناولناه حينها كان من أكثر الدروس التي هضمها عقلي على مدار حياتي ولا يزال محتفظًا بمعلوماته إلى الآن.

وكما يتضح من التجربة، فالتعليم والتدريس ليس نفس الشيء، ومن الواضح أيضًا أن التدريس والتلقين صار موضة قديمة وأثبت فشله الذريع. فكيف يمكن إحلال التعليم كفكرة شاملة عوضًا عن التدريس التقليدي؟

تجربتي كطالبة مع الحصول على التعليم كانت جيدة جدًا، ولكن لا شك أن هناك الكثير من الأفكار التي تنتظر تطبيقها من أجل التعليم الفعّال.