نحن نعيش في زمن يطلق فيه الآخرون الأحكام على بعضهم البعض، وينتشر المتنمرون على نطاق واسع، ربما هذا ما يجعل بعض الأشخاص يشعرون بالخجل من القيام بأشياء لا تستدعي الخجل على الإطلاق، خوفًا من تهكم الناس ونظراتهم السيئة والمحرجة.

ويعد سبب رئيسي لشعور بعض الكبار في مجموعة تعليمية بالحرج هو نظرات الأصغر سنًا لهم، تهكمهم بالكلام والنظرات التي تخبرهم: ما الذي تفعلوه هنا بيننا؟ ألم تكبروا قليلًا على التعلم؟ وغيرها من التعليقات المحرجة التي تؤذي الأشخاص الأكبر وتشعرهم أن التعليم لم يعد يناسبهم وأن الفرصة قد فاتتهم بالفعل، وربما يحبطهم هذا لدرجة أن يتوقفوا عن حضور الدورات أو الدروس التعليمية فيما بعد.

ربما تظهر هذه المشكلة بصورة كبيرة في الدول العربية أكثر منها في الدول الأجنبية، لأننا كعرب يرتبط في أذهاننا أن التعليم لصغار السن فقط، وأن الأشخاص الأكبر سنًا قد فاتتهم الفرصة، وبالتالي عندما نرى شخص كبير يحضر دروس تعليمية ننظر له بنظرات التعجب والدهشة، لم نعتاد أن التعليم مسموح للجميع، وأن التعليم مناسب لكل المراحل، وأن طلب العلم يجب أن يكون موجود حتى الموت.

ربما يكون هناك سبب آخر لشعور المتعلم الأكبر سنًا بالحرج عند وجوده في مجموعة تعليمية لأشخاص أصغر منه سنًا، وهي نتيجة أيضًا لظروف وطبيعة المجتمع كما وضحت، وهذا السبب يكون هو الحاجز النفسي الذي يكون في نفس الشخص المتعلم، شعوره بالغربة وسط هؤلاء الطلاب، شعوره أنه غريب وأنه حالة شاذة، وبالتالي يكون محرج من الحديث، والمشاركة، والاختلاط مع الآخرين، وهذا مع الأسف يمكن أن يمنعه من المشاركة في نشاطات هامة أثناء حضور الدروس.

أعتقد من وجهة نظري أن حل هذا الموضوع يجب أن يتم على جزئين هم:

الجزء الأول: كسر حاجز الخجل والإحراج في نفوس المتعلمين الأكبر سنًا.

الجزء الثاني: التصدي بحزم للمتنمرين، ومحاسبة كل من يهين غيره بالقول أو بالفعل.

أخبرني ما الذي تراه أنت حول الأسباب التي تجعل المتعلمين الأكبر سنًا يشعرون بالخجل والإحراج؟ وما حلول التصدي لهذا أو علاجه؟